الخرطوم – عبداللطيف ضفاري
و.. أكثر من خمسين عاماً هي العمر الفني للنجم المصري الزعيم عادل امام، الذي يجلس منفرداً في صدارة الأعمال الكوميدية التي اتخذها سلاحاً ليحارب بها الاختلالات المجتمعية أو السياسية أو غيرها من الظواهر، الشيء الذي جعله (ملكية) عامة تخطت الشعب المصري للشعوب العربية بأجمعها، ومع كل هذا الصيت لم أشاهد الزعيم يقوم بإعلان منتج من المنتجات أو شركة أو غيرها، ولعل ذلك ما جعله الأول في قلوب الشعوب، فالفن عنده رسالة وليس (سلعة) تتم المتاجرة بها، فمن يملك (قوته) لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصبح سلعة في يد معلن، وهذا قد يكون لإيمان الدول بالفن، فتقوم بدعمه لعلمها بالتأثير المجتمعي للنجوم عموماً، وهو ما نراه اليوم في الممثلين والفنانين، وحتى شيوخ الدين هم من يقودون أعمال الخير لبناء المستشفيات ودعم الأسر الفقيرة هناك، وهو ما نفتقده (مجتمعياً) هنا.. ولعل أكبر دليل على ذلك هو الفنان القامة محمد الأمين الذي جعل من (محاضرته) القوية ورسالته للحاسدين للغرام والقاصدين الخصام التي كانت سلاحاً فتاكاً تسلحنا به نحن (عاطفياً) في زمان مضى (سلعة) لشاي يقال في ختامها أن (ياهو دا سودانا.. وياهو دا شاهينا)، مع العلم إن لا علاقة ل(دا) بالسودان أو الشاي بالنسبة لكثيرين، فسودانا أصبح مملكة للأوساخ والفساد في كل ركن من أركان البلاد، وجزء كبير من العباد، حتى 9غأصبح (السمبك) الذي يفضي براكبه الى الموت بنسبة كبيرة تتجاوز ال٩٠% أفضل من انتظار بلاد يحكمها ضعفاء ، فعن أي سودان تتحدث يا (ابو اللمين)، ليكون ختام أغنية ساهمت بقدر كبير في تربيتنا (وجدانياً) لتأتي أنت فتقول لنا إن الحاسدين لغرامنا والقاصدين خصامنا أن يشوفوا غيرك وغير (الغزالتين).. لا يمكن لهرم فني ضخم ومعلم من معالم الفن في السودان يحترم جمهوره أن يظهر بجوار (غزالتين) حتى وإن كان يمتلكهما.. الفنان هو ملكية عامة لجمهوره يقودهم في مبادرات للخروج من أزمات كما يفعل الكبار في مصر؛ فهم الذين قبلوا تحدي بناء مستشفى ٥٧٣٥٧ لعلاج سرطان الأطفال (بالمجان) في مصر.. بينما هنا لا وجود لنجوم المجتمع في مصائب مثل السيول والفيضانات التي لم تدمر المنازل فحسب، إنما دمرت مستقبل شباب الغد، الذين هم أطفال اليوم معها..
(تسلع) الفنانين هنا فبتنا نراهم مع من يدفع أكثر.. يذهب طه سليمان ليرفه عن جمهور المريخ في الأبيض، ويغني محمد الأمين للغزالتين، وغيره يغني (لقطر).. (تسلعوا)… بدل ان (يتسلحوا) لهذا الشعب الذي لولاه لما كانوا هم.. عزيزي محمد الأمين ليتك (تتعلم من الأيام).. إن (حروف اسمك) غير مقبول لجمهورك أن تظهر بجوار غزالتين.. فأنت ابن النيلين (شمعه ضاويه في كل دار).. تعلمنا منك ( أن الساعة بجوار المحبوب تبدو أقصر من دقيقة.. والدقيقة وهو ما في مرة ما بنقدر نطيقا).. وكيف أن الأسمر بطبعو جميل.. و(كنا نتخيل روعة المشهد قبل أيام من الموعد).. لا يمكن لشخص توشح بعلم السودان في القيادة العامة ليقول في الاعتصام (كلام ما انكتب) ليذيع بياناً فنياً أولاً بأن الثورة انطلقت.. يتفاجأ به الناس في (لافتات) يحمل عوداً بجوار (كباية شاي).. هو أمر غير مقبول و مؤلم نفسياً لمحبيك حتى وإن كان (الشاي ما عادي.. ومعاه كيكة)!
يا حاسدين غرامنا.. عندما يظهر “ود الامين” بجوار غزالتين ..
