أردول… هل يصلح رئيساً للوزراء؟

النذير إبراهيم العاقب
*
أعلنت مكونات ما يُعرف بتحالف شباب وسط السودان، طرح برنامج بديل لإدارة الفترة الانتقالية، ورشحت المدير الحالي للشركة السودانية للموارد المعدنية، مبارك أردول، لشغل منصب رئيس الحكومة.
وقالت مكونات التحالف بعد اجتماع عُقد الأربعاء الماضي بالأمانة العامة لحكومة ولاية الجزيرة، إنها أعدت مشروع البرنامج الوطني للفترة الانتقالية، كبديل للوثيقه الدستورية والعمل على تشكيل لجنة مشتركة بين الفرقاء الانتقاليين تقضي بالاتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية مستقلة والعمل على تحقيق البرنامج الوطني لمواجهة التحديات الراهنة.
وقدم التحالف مبارك عبدالرحمن أردول، مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء، استناداً إلى النجاحات التي حققها من خلال إدارته للشركة السودانية للموارد المعدنية طوال الفترة الماضية.
وتقول السيرة الذاتية لأردول إنه حصل على تعليمه قبل المدرسي في الخرطوم بحي كوبر ودرس المرحلة الابتدائية والثانوية بمدينة الدلنج 1997م وجامعة أفريقيا العالمية، ويحمل درجة البكالوريوس في الكيمياء التطبيقية والصناعية ديسمبر 2004م، وماجستير في الدراسات والدبلوماسية العلاقات الدولية من جامعة كافنيدش يوغندا مارس 2019م.
عمل مهندساً في وزارة التنمية الريفية في جبال النوبة، ومساعداً لمدير مشروع المياه في منظمة Medair الهولندية، ومن ثم مديراً لقسم المياه كورنسورتيوم skills بإنقاذ الطفولة الأمريكية بجبال النوبة.
وشغل منصب مساعد مدير البنية التحتية بمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة un- lom بجنوب السودان، ومديراً حقلياً للمشروع الطوعي التابع لإرسالية الأبيض بكاودا (DOE).
كما عمل مديراً لمنظمة المنار الطوعية مكتب جنوب كردفان، ورئيس الرابطة العامة للطلبة السودانيين بجامعة أفريقيا العالمية.
عضو المؤتمر العام المنتخب للحركة الشعبية بجبال النوبة من دوائر الشباب 2008م.
الرئيس المنتخب لتجمع شباب الحركة الشعبية بجبال النوبة 2009م، وعضو اللجنة العليا للإحصاء السكاني التكميلي بجنوب كردفان.
عضو اللجنة العليا للمشورة الشعبية بجنوب كردفان، وسكرتير التعبئة والحملات لانتخابات جنوب كردفان للحركة الشعبية، وسكرتير الاتصالات والإعلام بهيئة الاركان العامة للجيش الشعبي 2011- 2013م.
ومن ثم مستشار الإعلام والمعلومات للجناح الإنساني للحركة الشعبية، والناطق الرسمي للحركة الشعبية مكتب الشرق الأوسط.
عضو الوفد المفاوض والناطق باسم ملف السلام للحركة الشعبية 2014- 2017م، وعضو السكرتارية الفنية لتحالف نداء السودان، والناطق الرسمي السابق للحركة الشعبية جناح عقار.
عضو تنسيقية قوى الحرية والتغيير، عضو الوفد المفاوض لقوى الحرية والتغيير، متزوج ووالد لثلاث أطفال.
ويعتبر مبارك أردول كاتب وروائي، ومن إصداراته، رواية ساعي الريال المقدود المحظورة من النظام السابق.
وكاتب كتاب الإصلاح والانفتاح ونقد حركة القوميين النوبة.
ولعل ما سبق يبين السيرة الباذخة للرفيق مبارك أردول، والذي نشهد بكفاءاته المتميزة والتي أوصلته في وقت وجيز إلى أعلى المستويات الإدارية العليا، والتي تفوق مدى عمره التي أعقبت تخرجه من الجامعة، ولا شك أنه أحرز العديد من النجاحات التي تحكي عن نفسها في إدارة تسنم رئاستها حتى الآن، وليس أدل على ما نقول، النجاحات المترادفة التي حققها من خلال إدارته الراهنة للشركة السودانية للموارد المعدنية، وتحقيقه للكثير من المكاسب وارتفاع مستوى الأداء العام من خلالها، مما أسهم بشكل فاعل في رفد الاقتصاد الوطني السوداني.
ويأتي ترشيح تحالف شباب وسط السودان لأردول لشغل منصب رئيس الوزراء مصادفاً تماماً لأهله، لاسيما وأن كل الدول العظمى تحرص على استقطاب المتميزين وذوي الخبرات الإدارية العليا والمتميزة لشغل المناصب القيادية في الدولة، وذلك وفقاً لرؤيتها، وتحقيقا لاستراتيجية التنمية الشاملة فيها على أرض الواقع، وتفتح أبوابها لاستقطاب الكفاءات وفق سياسة معينة، تستقطب من خلالها عقولاً فذة ومبدعة ومبتكرة، يمكن أن تسهم في نهضة البلاد، ويأتي عديد قطاعات مثل الطب والصناعة والطاقة والزراعة والجيولوجيا والفضاء والطيران والذكاء الاصطناعي، وغيرها من التخصصات المختلفة المطلوب استقطاب كفاءاتها، يستشرف مجالات التركيز والاستحقاقات التنموية التي تسعى من المفترض أن يسعى السودان لتحقيق التميز والريادة فيها.
وقد أصبحت الدول، بما فيها الدول المتقدمة، تبحث عن المبدعين والمتميزين، حتى لو كانت موجودة في أقصى العالم، لأنها تدرك مدى أهمية العقول النيرة في الإسهام في التقدم والتطور العلمي والتقني والبحثي والإداري، واستقطاب السودان للكفاءات في كل المجالات، وحتى إن كانت أجنبية، لا يقلل مطلقاً من شأن الكفاءات الوطنية، بل وتعد ممارسة عالمية متبعة في أكثر الدول تطوراً وتقدماً، وحين نقف أمام العدد المعلن في خطوة منح الكفاءات المتميزة في الكثير من الإدارات الحكومية السودانية، نجده ضئيلاً جداً، ولا يقارن بالمستويات العالمية، أو حتى الإقليمية التي من حولنا، ورواندا وإثيوبيا خير مثال، ولن يكون له أي تأثير على تنافسية الكفاءات الوطنية في سوق العمل، الأمر الذي يستدعي من المسؤولين في الحكومة السودانية الحرص الجاد على اختيار الكفاءة والخبرة والمستندة على قبول عام من قبل الشعب السوداني عامة، ولا شك أن أردول بحكم ما قدمته من خدمات جليلة، وإسهام فاعل ومباشر في رفد الاقتصاد الوطني عبر رفع مستويات قياسية للتنقيب عن الذهب، من شأنه أن يجعل أردول هو الأوفر حظاً لشغل منصب رئيس الوزراء السوداني خلال المرحلة المقبلة.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب