الخرطوم: فايزة أبا هولو
مثل أمس الثلاثاء شاهد الاتهام الأول بقضية مدبري انقلاب 89 ضابط متقاعد عبد الرحمن سعيد صالح وقال إنه كان يشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات بالقيادة العامة، وذكر في يوم 30 يونيو كان بمكتبه بالقيادة العامة حتى الساعة الثالثة والنصف مساءً، وتوجه الى منزله بعد ذلك، وقال: كانت هناك جلسة لمجلس الشعب مقررة، ولم أخرج من منزلي في ذلك المساء وفي الساعة الثانية عشر تم بث جلسة مجلس الشعب عبر أثير الإذاعة السودانية، وفي الساعة الواحدة طرق باب منزلي وتوجه ابني لفتحه وأخبرني أن ضابطاً في انتظاري، فخرجت ووجدت مجموعة ضباط بقيادة الطيب سيخة ومعه ثلاثة ضباط في وضع استعداد شاهرين السلاح وتحدث الطيب سيخة بأسائمهم وقال: (نحن الضباط الأحرار قررنا الاستيلاء على السلطة)، قلت لهم ماذا تريدون طلب مني أن أذهب معهم الى القيادة العامة وحصلت مشادات بيني ومجموعة الضباط في تلك الأثناء حضرت زوجتي ورفض الضباط تغيير ملابسي ليتم اقتيادي بعربة كانت تقلهم ومعهم عربة أخرى تقف على مسافة من المنزل وكانت العربة بقيادة الطيب سيخة ومعه دكتور لا أذكر اسمه واثنان آخران وتوسطهما في الجلوس وتحركت العربات وذهبنا الى السلاح الطبي وجدنا ضباط مخابرات وفتح أحدهم باب العربة شاهراً السلاح.
وأضاف الشاهد أن الطيب سيخة طلب فتح الباب والرائد رفض فتحه قلت له لا تحاول حتى لا يتعرض للضرب وجاءت عربة أخرى بداخلها الطيب بابكر من الحزب الشيوعي ومعه دكتور من السلاح الطبي معتقلاً.
وأرجع الطيب سيخة العربة للخلف الى مناطق خلوية وهناك حاول أن يتصل ولم تتوفر شبكة اتصال بالمنطقة واستبدل الطيب سيخة وآخرون لوحة العربة بأخرى وقاموا بإحراق أوراق وطلبت منهم التوقف عن حرقها، ولكنهم رفضوا، وتم استبدال العربة بأخرى يقودها ضابط ملازم وتحركوا الى سلاح الإشارة ببحري.
وقال الشاهد: ذهبنا بعدها الة منزل الفريق عمر البشير في الاستراحة بالقيادة العامة منزل الضيافة، ووجد الضابط “تاج السر العطا” كان يبادل الرسائل بين المعتقلين وأسرهم.
وبعد مرور فترة زمنية حضر اليهم المتهم عبدالرحيم محمد حسين وعمر البشير وبعد السلام أخبروا المعتقلين أنه “تم وضعهم في هذه المعتقلات من أجل المحافظة عليهم وقرر المتهمون الاستيلاء على السلطة) وبعد يوم حضر الفريق زين العابدين، وبعد أسبوعين تم إطلاق سراحي وجميع المعتقلين، وذكر أن الرائد يوسف عبدالفتاح كان يسجل زيارات متكررة للمعتقلين وتمت إحالتنا للمعاش.
وفي ذات الجلسة استجوبت هيئة الاتهام الشاهد بالبلاغ وأفاد خلال استجوابه معرفته بمذكرة الجيش وأفاد في يوم الخميس 30 يونيو حضر الى مكتبي العقيد أحمد محمد فضل الله وطلب مقابلتي وشكا من قائده وطلبت منه التقدم بشكوى، وقلت له (ما بنعمل انقلاب).
وقال الشاهد: حضر اللواء مصطفى، وذكر له بأن أحمد فضل الله يريد أن يعمل انقلاب قلت له” ما بعمل انقلاب لو سكروه” وبخروجه لفت انتباه الحرس الشخصي بالقيادة العامة بأن يكون منتبهاً وقال له “خلي الدوريات تكون صاحية في حاجة ما كويسة بتحصل)”.
وأضاف الشاهد: قبل الانقلاب بأسبوع يوم السبت حضر إليه المهدي في المكتب وقال له عرفت أحمد فضل الله عايز يعمل شنو؟ فأجابه الشاهد بأنه يعلم بأمر الانقلاب وماذا فعلتم؟ أخبرني بأن هناك ضباط تم إيقافهم وقلت له إن هذا الأمر خطأ والحل الصحيح أن يتم التحقيق معهم وليس إيقافهم.
وأجاب الشاهد عن معرفته حول مذكرة فبراير 89 وأفاد بأنه كان يوجد قصور في القيادة العامة وانعقد اجتماع لرتبة فريق فما فوق بمشاركة الرتب من خارج الخرطوم وناقش الاجتماع قصور القيادة العامة فيما يخص الجيش وقرر رفع مذكرة مطلبية لإصلاح القوات المسلحة وتوفير السلاح والذخيرة والدعم اللوجستي، ولم يكن شيء آخر وكان رئيس الوزراء آنذاك الصادق المهدي.
وفي ذات الوقت استجوب محامي الدفاع عن المتهم الأول حول أسباب رفع المذكرة وأفاد أن المذكرة جاءت نتيجة إلى تردي الأوضاع بالقوات المسلحة والصادق المهدي استجاب لطلبنا وأرسل مبارك الفاضل الى ليبيا لإحضار الأسلحة.
كما أجاب الشاهد على أسئلة محامي الدفاع هاشم الجعلي بأن المتهم الطيب الخنجر لم يعرف دوره بالانقلاب فقط التقى به بسلاح الموسيقى.
وقال الشاهد إنه كان معارضاً بعد إحالته الى المعاش وتمت مصالحة شاملة وعفو عام وأصبح الشاهد وزيراً للحكم المحلي في العام 2005 وانطوت صفحة المعارضة، وأكد بأن المصالحة أوقفت الحرب واستمر البشير رئيساً للشمال وجون قرنق نائباً له.
شاهد اتهام يروي تفاصيل ليلة انقلاب 89
