ابتسمي يا أمنية، الأولى على الشهادة الثانوية

 

نهى محمد الأمين أحمد
nuha25@yahoo.com

ابنتنا النابغة أمنية، التي أحرزت المرتبة الأولى في امتحان الشهادة السودانية الثانوية لهذا العام، في تفوق مبهر للغاية ودرجات تثلج الصدر، أحسسنا والله بالإعحاب والفخر، خصوصاً نحن بنات حواء، فقد كنا أكثر تصفيقاً، فها هي حواء السودانية تأخذ قصب السبق في شتى المجالات العلمية وخلافها ..
أثارت صغيرتنا النابغة الأقاويل بامتناعها عن الابتسام وإظهار الفرحة بالتفوق المنقطع النظير الذي حققته، ظهور الصبية بوجه جاد ومحيا شديد الوقار بالنسبة لعمرها الصغير، كان مثيراً للجدل، وكان هنالك شبه إجماع على أن الصغيرة يجب أن تبتسم، بل وتضحك وتعبر عن سعادتها بالنتيجة الرائعة التي أحرزتها، تفهم البعض أن هذه شخصيتها، وقورة، جادة ولا تميل للابتسام، وهذا ما قالته هي شخصياً أمام عدسات واحدة من الفضائيات العربية المشهورة، وتنمر الكثيرون، وعبروا عن رفضهم لهذا التجهم والجدية المفرطة في هكذا عمر صغير وهكذا مناسبة سعيدة للغاية،
وفي اللقاء معها شكرت الصغيرة الذين فرحوا من أجلها وقالت إنها لا تعبأ بهؤلاء المتنمرين وطلبت منهم الارتفاع إلى مستوى الأحداث، وأن ابتسامها أو تجهمها ليس بالأمر المهم،
عن نفسي فقد أعجبتني ثقتها الكبيرة بنفسها وهي تقول لم أتوقع أن أكون الأولى، ولكني كنت متأكدة أنني بين الأوائل،،
استطعت أنا تفهم شخصية ابنتنا الصغيرة أمنية، وأن هذه طبيعتها، فهي جادة للغاية، وقورة وربما قد تكون صارمة إلى حد ما، ولكني أود أن أوجه لها رسالة، يا ابنتي، لقد أسعدتينا بتفوقك ورفعت رأسنا نحن معشر حواء السودانية عالياً، نحن نفخر ونتشرف بك كثيراً، وننتظر منك الكثير لتقدميه لبلدك ولشعبك، نتوقع طبيبة لامعة تضرب شهرتها الآفاق، ليس في السودان؛ بل على نطاق العالم، فأنت بلا أدنى شك مؤهلة تماماً لذلك،
ولكن..
الابتسام أمر مهم يا صغيرتي، وقد قال رسولنا الكريم (ص): تبسمك في وجه أخيك صدقة، بمعنى أن حبيبنا المصطفى أوصانا بالابتسام، فأنا كأم لك فخورة بك كل الفخر أطلب منك أن تبتسمي، تعودي الابتسام، أبدأي صفحة جديدة عنوانها الابتسام، ما أجمل ابتسامتك يا صغيرتي، وجهك رائع ومنير وأنت تبتسمين، يا حبيبتي وابنتي، ابتسمي واضحكي وافرحي فأنت تستحقين الفرح.