معاً لخط ساخن للجرائم الالكترونية ضد الأطفال

كتابات
ياسر سليم

لقد عملت مختلف دول العالم على حماية أطفالها من مخاطر الانترنت ، حيث إن الانترنت بعجره و بجره، أصبح حقيقة من حقائق حياتنا. طالب الاتحاد الدولي للاتصالات الدول بعمل استراتيجية لحماية الأطفال على الانترنت. يمتلك أطفال اليوم مهارات متقدمة جداً في استخدام تلك الأجهزة وتعمل كل هذه التطورات التقنية على إتاحة فرص للأطفال لاستكشاف مجالات معرفة جديدة . بجانب ذلك هنالك العديد من الأنشطة الإجرامية غير الأخلاقية التى باتت تتم عبر الإنترنت؛ مما يعرض الأطفال لمخاطر كبيرة، وذلك فى ظل ضعف إدراك الأطفال لخطورة، ذلك لعدم اكتمال نضجهم العقلي و النفسي مما يسهل استدراجهم و التغرير بهم و إغوائهم. حيث كثر استهدافهم و استغلالهم جنسياً و ابتزازهم، بجانب التعرض للعنف وإلى الإدمان والتنمر الإسفيري و الاستدراج والعديد من الإغراءات للأطفال، وشهد السودان العديد من مثل هذه الحوادث، والجدير بالذكر أن هناك ارتفاعاً كبيراً فى عدد مشتركي الموبايل و الانترنت فى السودان .
كان قد صدر قرار من وزارة الاتصالات في ابريل 2016، بتشكيل اللجنة الوطنية لحماية الأطفال على الإنترنت، ويترأس الآلية جهاز تنظيم الاتصالات ومقررية المجلس القومي لرعاية الطفولة وعضوية وزارة العدل؛ وزارة التربية والتعليم الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون؛ المركز القومي للمعلومات، إدارة حماية الأسرة والطفل؛ نيابة الطفل؛ نيابة جرائم المعلوماتية؛ شركات الاتصالات؛ جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا؛ جامعة الأحفاد (مركز التروما)، وعدد من المنظمات. ثم صدر قرار من جهاز الاتصالات بتكوين خمس لجان فرعية لهذه اللجنة وفقاً لموجهات الاتحاد الدولي للاتصالات، وهي لجنة القوانين و التشريعات، لجنة الإعلام و التوعية، لجنة الحلول التقنية، لجنة البحوث و الدراسات، ولجنة بناء القدرات و التعليم، وعليه مواصلة لتلك المجهودات، فقد جاءت استراتيجية حماية الأطفال على الانترنت 2019- 2023. وكانت الرؤية هي استخدام آمن وفعال للانترنت، ومن أهم المخرجات عمل خط ساخن يخصص للإبلاغ عن حالات الاستغلال والجرائم التي تقع ضد الأطفال على الانترنت من تسلط و ابتزاز و تهديد، و ذلك من أجل سرعة الاستجابة و حمايته. نطالب جهاز الاتصالات بقيام هذا الخط الساخن ليخصص لحماية الأطفال من كثرة الجرائم الالكترونية التي ترتكب ضدهم و استغلال هم، والعمل على تطبيق هذه الاستراتيجية المهمة لحماية أطفالنا من مخاطر الإنترنت، و لاستخدام آمن له.
الجدير بالذكر أن في 2021، أصدرت اللجنة الدولية لحقوق الطفل تعليقها العام بشأن حقوق الطفل في ما يتعلق بالبيئة الرقمية وطالبت اللجنة الدول الأعضاء بالالتزام بحماية الأطفال على الإنترنت، و قيام آليات تقديم الشكاوى و الإبلاغ من الأطفال و ممثليهم، وأن تكون مجانية، وآمنة وسرية، وملاءمة للطفل، ومتاحة في أشكال يسهل الوصول إليها، وتكون سريعة الاستجابة، وأن تقدم الدعم للأطفال الضحايا و توفر العلاج والرعاية والمتابعة لهم وإعادة إدماجهم في المجتمع. كما طالبت الدول بأن تعمل على ضمان امتثال هذه الشركات لالتزاماتها بمنع استخدام شبكاتها أو خدماتها الإلكترونية بطرق تتسبب في انتهاكات لحقوق الأطفال، أو تسهم فيها وأن تلتزم بحماية الأطفال على الانترنت .


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب