(أيام حي البوسطة) تفوز بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي

اليوم التالي: محمد إسماعيل
فاز الأديب السوداني مصطفى خالد مصطفى بجائزة الطيب صالح في دورتها العشرين عن روايته الموسومة بـ(أيام حي البوسطة) أعلن ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بمدينة أم درمان الذي يرى الجائزة، ووصف البروفيسور محمد المهدي بشرى أحد المحكمين الرواية بالقول: (يستحق عن جدارة نيل جائزة الدورة، وهو نص يحكي سيرة حي من أحياء المدينة العتيقة، فالراوي نظر لهذا الحي كبؤرة تمثل المدينة بأكملها أو كل الوطن، في هذه البؤرة يتواصل البشر مع بعضهم البعض، وتظهر كل الصفات الإنسانية مثل المحبة والمودة إلى جانب الجشع والطمع والغدر، ليس من الصعب أن يفهم قارئ النص أن واقع ذلك الحي هو مخاض سنوات، بل عقود من القهر والظلم، وتحت هذه الظروف كان ثمة بركان يغلي بالتحدي والبسالة، وسرعان ما سينفجر هذا البركان، نرجو أن لا نكون قد حولنا النص إلى مجرد وثيقة سياسية، أكد مهدي أن النص يسمح بمثل هذه القراءة، بل طبقات من القراءات، فالنص مثل أي نص مكتوب ببراعة ينفتح على الكثير من الأسئلة، قال: ونحمد للكاتب إنه لم يحاول الإجابة عن الأسئلة، بل تركها مفتوحة للقارئ، وقد نجح الكاتب في عدم ابتذال فكرة الثورة، بل أرهص لها بذكاء. ذلك في بناء سردي محكم وحبكة متماسكة تناولت الرواية ثلاثة أجيال من خلال خمسة أصوات (صباح، جميلة، هنادي، هادية، مستورة)، ولكل من هذه الأسماء دلالتها الخاصة، واستخدم الرواة الخمسة ضمير المخاطب أساساً في عرض تجاربهم بما يحقق انفصالاً عن الذات أو اقتراباً منها والمزاوجة بين السرد والتداعي والخطاب أي كمَن يروي الشخص لنفسه مع تكرار سرد الوقائع والأحداث وفقاً لرؤية كل شخصية. وقد غاصت الرواية في الجحيم الأرضي للذوات الأنثوية والتطواف عبر ملامح أم درمان.
مضيفاً: استطاعت الرواية أن تكشف العوالم الداخلية لشخوصها عبر علاقات اجتماعية غير متكافئة وتقاليد (بطريركية) تقوم على التمييز بين الجنسين، وتبين معاناة الأنثى وعذاباتها مع مجتمع ذكوري لا يأبه بمشاعرها، علاوة على مضاعفات القهر وامتداداته الزواج المبكر من مسن، الطلاق، السقوط في المرض النفسي لدى شادية، الأب السكير والجد غير المبالي، مراحل تفكك قيم الطبقة الوسطى وانهيارها، اللجوء إلى بيع بيت العائلة الذي يمثل إرثها وتاريخها وأسرارها، البيت الذي ينطوي عن مخزن للذكريات وأواصر الانتماء والإلفة..
ويذكر بخصوص الجائزة.. أن فكرة الجائزة ترجع لثلاثة من المثقفين هم: حسن أبشر الطيب وبشير البكري السودانيان، والأديب المصري محمود سالم الذين جمعوا مساهمات لشراء منل إقامة للراحل الطيب صالح في الخرطوم. ورأى الطيب صالح تحويل الفكرة إلى جائزة لأفضل رواية سودانية تشجيعاً للعمل الروائي، واختار مركز عبد الكريم ميرغنى الثقافي لرعايتها، وكان صالح الذي نشرت له روايات أكثرها شهرة رواية موسم الهجرة إلى الشمال، اختير ضمن مائة كاتب على نطاق العالم أثرت كتاباتهم التراث الادبي العالمي، وترجمت بعض رواياته إلى لغات مختلفة.
اختار مركز عبدالكريم ميرغني شخصية هذا العام الأستاذ الروائي والقاص الحسن محمد سعيد وهو أحد أبرز الأصوات السردية في تاريخ الكتابة السودانية، وقد تميزت كتاباته بالتجديد والتمكن من أدوات الكتابة والمقدرة على التعبير عن الواقع الإنساني المستجد ومواكبة طرق الكتابة الحديثة والحفر عميقاً في المكان السوداني ثقافياً واجتماعياً من موقع سردي يجب الاعتراف بتميزه وتفرده وصوته الخاص.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب