( عدت سنة)

الطاهر ساتي
:: في مثل هذا اليوم قبل عام؛ أعلن رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تصحيح أخطاء البدايات؛ تحت مسمى تصحيح المسار..والاسم صحيح؛ إذ كان خطأ فادحاً اختزال ثورة الشعب في فئة متحزبة؛ واعتبار أن هذه الفئة هي الممثلة للثورة و الثوار؛ دون أي اعتبار لملايين لاتحمل بطاقة تلك الأحزاب او غيرها..!!

:: وكان خطأ فادحاً تسليم سلطة انتقالية؛ ذات مهام محددة؛ لمن لايمثلون غير أنفسهم و أحزابهم؛ وذلك بعد تحويلها لسلطة مطلقة..وكان خطأ فادحاً تشكيل حكومة بلا برامج غير التهريج؛ و بلا أهداف غير خطاب و أفعال الكراهية؛ وتخريب الاقتصاد بتشريد المستثمرين بواسطة لصوص الثورة و لجان الابتزاز ..!!

:: و رغم انهم بلاتفويض؛ لم يتعظوا، بل أعادوا إنتاج أخطاء حكومة إبريل 1985، التي أهدرت ثلاث سنوات من عمر الشعب في صراعات حزبية وتهريج مسمى بـ(كنس آثار مايو)، حتى تم (كنسها، هي ذاتها) قبل أن تغرس شجرة في فلاة .. ومنعاً لتكرار الكنس، كان النصح – لمن سلمهم البرهان السلطة بلاتفويض – بناء دولة المؤسسات التي تحمي الحرية والسلام و العدالة؛ ثم تنهض بالوطن و الوطن .. ولكن النشطاء لم يستبينوا النصح إلا فجر ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١..!!

::و اليوم.. ( عدت سنة) على إجراءات تصحيح مسار الثورة و الانتقال؛ و قد توفر للبرهان مناخ تشكيل حكومة كفاءات مستقلة؛ و استكمال هياكل الدولة؛ ثم المضي بالشعب نحو صناديق الاقتراع ليختار حكومته المدنية؛ او هكذا كان يجب يكون المسار الصحيح للثورة و الانتقال.. ورغم توفر مناخ تصحيح المسار؛ عجز البرهان عن توفير الإرادة الوطنية؛ وذلك بالرهان على الأجندة الأجنبية و انتظار حلول فولكر و السفراء العرب والعجم؛ وهذا مؤسف ..!!

:: كان يجب تصحيح مسار الانتقال بإرادة سودانية.. كان يجب الشروع في بناء دولة المؤسسات (غير المتحزبة)، كما وعد البرهان ..وكان يجب فك كل أنواع الاحتكار وتقوية الاقتصاد الحر؛ لتكون المنافسة العادلة والشريفة بالجودة والسعر، بلا محاباة أو محسوبية أو محاصصات حزبية، كما وعد البرهان..!!

:: و كان يجب خلق مناخ مُعافى بحرية واعية (غير مطلقة)، وديمقراطية راشدة (غير عبثية)؛ اي دون المساس بأمن البلد وسلامة المجتمع.. وكان يجب أن الانتقال بالبلد من مرحلة الفوضى إلى مرحلة الدولة؛ ليتفرغ الشعب للبناء والإنتاج، والقوى السياسية للانتخابات..!!

:: ولحماية كل هذا؛ كان يجب تشكيل حكومة ذات مهام واضحة، ولفترة محددة، لا تتجاوز (24 شهراً)، تعقبها انتخابات حُرة، ثم سُلطة مدنية كاملة، يعود بعدها الجيش إلى (الثكنات)، أي بعد تسليم السلطة للشعب، و ليس لأربعة أحزاب و ياسر عرمان؛ بلاتفويض ..!!

:: كل هذا لم يحدث رغم مضي العام على الوعد .. لقد انتظر البرهان حلول فولكر، وما أسماه بالتوافق السياسي، وهذا ما لم يحدث في تاريخ السودان.. واليوم، لم يعد لفولكر حلاً سحرياً، ولكن توفرت فرصة ذهبية؛ و هي تجميع المبادرات عبر آلية وطنية يتم الاتفاق عليها، وبمراقبة الآلية الرباعية، لإرضاء مناديب الفرنجة بالاحزاب الوطنية..!!

:: للطيب الجد مبادرة، لنقابة المحامين مبادرة مشروع الدستور، و للوفاق الوطني مبادرة؛ ولجامعة لخرطوم مبادرة، و.. و.. اربع مبادرات أو أكثر .. ورغم اختلاف أصحابها، في هذه المبادرات (قواسم مشتركة)، منها فترة الانتقال وحكومة الكفاءات المستقلة، وغيرها..و بحوار شامل؛ إلا من ابى، تستطيع آلية وطنية – بمراقبة الرباعية – صياغة مبادرة موحدة، بحيث تكون خارطة الطريق للانتقال.. هل يفعلها البرهان؛ أم سوف يتمادى في إهدار الفرص؛ حتى يضيّع ما تبقى من الوطن..؟؟
Alyoumaltali.net


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب