***
بعد آخر
محمد إسماعيل
حمور زيادة حكّاء على شاطئ الغرق
الرواية التي صدرت في نهاية عام ٢٠١٨، وبدأ توزيعها الفعلي بمعرض القاهرة للكتاب في يناير ٢٠١٩ توفر لها توفيق الترجمة الى الإنجليزية والفرنسية، ثم وصلت بعد شهور قليلة من ترجمتها الفرنسية بدار أكت سود إلى القائمة القصيرة لجائزة معهد العالم العربي بباريس لكاتبها حمور زيادة،
ثم تواصل حظها الحسن باختيار المنتج المصري معتز عبدالوهاب وشركة Team One لها لتتحول إلى عمل درامي
تجربة درامية جديدة بعد مسرحية مقتبسة من رواية “شوق الدرويش”، وفيلم “ستموت في العشرين للمخرج أمجد أبو العلاء عن قصة “النوم عند قدمي الجبل، تدور أحداث رواية (الغرق حكايات القهر والونس) في قرية حجر نارتي التي تطل على ضفاف النيل في شمال السودان، تحدث بصورة واضحة عن القهرالذي تتعرض له النساء، خصيصاً اللواتي كن خادمات أو إماء عند العمد والمشايخ، وبعد أن تم تحريرهن أصبحن حبيسات لهذه النظرة الاجتماعية الظالمة، يلهو بهن رجال القرية، وتعنفهن نساؤها، على كل حال في هذه الحكايات المجتمع يقهر هؤلاء النسوة ولا واحدة منهن تنجو إلا بالغرق،
ويقول في افتتاحيتها: (تبدو البلاد كما لو صنعت في صدفة ماء، بلا خطة واضحة وعلى عجل، يمكن أن تستجيب السماء في أي لحظة، كرامة للنهر الآتي من الجنة، ترسل السماء هداياها للغرقى على اليابسة العطشى، المتورطين في هذه البلاد بحكم الميلاد).
ولكن نكتشف أن حمور زيادة استخدم التاريخ بصورة جميلة يحاكي بها الواقع أو نشاهده في مناطق شمال السودان شكل موضوع (الغرق) محوراً أساسياً يتمركز حوله السرد في رواية لكنه غرق، وإن ارتبط في أغلب تفاصيل المحكي الروائي بالغرق الحقيقي في النيل لشخصيات من قرية (حجر نارتي) في ظروف غامضة، ومختلفة، فهو يحيل أيضاً، على غرق مجازي ترتهن إليه ساكنة القرية التي تعيش تحت رحمة النهر (المقبل من الجنة) يفعل بها ما يشاء، يعطف حيناً، ويشح أحياناً، يمنح روح الأنس تارة، ويغرقهم في بحر مآسيه تارات أخر.
لكن الرواية لا تخلو من صور بديعة رسمها المؤلف بكلماته عن النيل والريف في السودان إضافة إلى الكثير من الأشعار والأغاني التي وظفها في مناسبات الحزن والفرح لسكان حجر نارتي.
نقابة الدراميين السودانيين
بعد أكثر من أربعين عاماً أنجز الدراميون مشروع نقابتهم الحلم الذي ظل يراود كل الأجيال، نقابة تعمل من أجل الارتقاء بالمهنة، نقابة ترعى الآباء والرواد الذين أفنوا حياتهم من أجل هذه المهنة، نقابة تحقق مشاريع للإنتاج الدرامي مسرح تلفزيون، سينما إذاعة، وأكد الفنان المسرحي الرشيد أحمد عيسى لـ(المشهد الثقافي) أكد قائلاً: كان تمريناً ناجحاً بكل المقاييس قدم فيه المبدعون نموذجاً مميزاً للممارسة الديمقراطية التي تنبع من صميم ممارستهم الإبداعية، كما أبلى الإخوة المحامون المشرفون على العملية الانتخابية أضاف: والتقدير للشباب في مركز أمدرمان الثقافي الذين كان مع الدراميين عظيم الأثر في نجاح هذه الخطوة الجبارة، وقال: نقول شيئاً مهماً إن النقابة ليست في انتخاب اللجنة التنفيذية، إنما في القاعدة التي تلتزم بحماية وصون الستور ودفع الاشتراكات والالتفاف بقوة حول النقابة، وسنعمل على تقديم إبداع يطرح قضايا الأمة طرحاً صحيحاً ونساهم في تغيير المجتمع.
***
يوسف فضل شخصية العام للدورة 41 لمعرض الشارقة للكتاب
اليوم التالي:
أعلنت هيئة الشارقة للكتاب عن اختيار البروفيسور السوداني يوسف فضل حسن شخصية العام الثقافية لفعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك تقديراً لإسهاماته الجليلة في مجال التأريخ والتوثيق للسودان سياسياً وثقافياً وعلمياً، بالإضافة إلى جهوده الملموسة في النهوض بحركة البحث والتوثيق في القارتين الإفريقية والآسيوية، فقد أصدر أكثر من 30 كتاباً بين تأليف وتحقيق وتحرير.
ويأتي اختيار البروفيسور يوسف فضل حسن، ضمن رؤية المعرض الرامية إلى تكريم أعلام الفكر والأدب والتاريخ والعقول التي شكلت جهودها المعرفية إضافة إلى خزانة الكتب العربية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى رسالة المعرض الداعية لتقديم نماذج رائدة ومؤثرة في الثقافة العربية للأجيال الجديدة، لتحذو حذوها وتخطوا على خطاها.
وحول اختيار شخصية العام الثقافية، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: “تمضي هيئة الشارقة للكتاب في مجمل جهودها برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة التي تؤمن بأن تكريم الرواد والاحتفاء بالعقول العربية، واحد من ركائز النهوض بثقافتنا، وتحقيق أثر مستدام لجهودها في الأجيال الجديدة، فالنتاج المعرفي العربي يحتاج إلى قامات بحجم البروفيسور يوسف فضل حسن، تخدم راهن الأمة ومستقبلها بإسهاماتها البحثية ومؤلفاتها المرجعيّة”.
وأضاف: “لطالما كان السودان بلداً معطاءً بعقول أبنائه، وتاريخ الثقافة العربية يشهد على أعلام سودانيين كبار كان لهم الفضل الكثير في إغناء المكتبة العربية، من مفكرين، وباحثين، وروائيين، وأدباء وشعراء، وما اختيار البروفيسور يوسف فضل ليكون شخصية العام الثقافية سوى تكريم على الجهود التي بذلها خلال مسيرة عطاء امتدت لأكثر من60 عاماً من العمل المتواصل في التأريخ، والبحث، والتحقيق، والدراسات، تشهد عليها القارتين الأفريقية والآسيوية بمجملها”.
يشار إلى أن البروفيسور يوسف فضل حسن، المولود في بلدة المحمية في السودان عام 1932، نال درجة بكالوريوس في جامعة الخرطوم في الآداب عام 1956، ونال من جامعة لندن، درجة بكالوريوس الشرف في التاريخ عام 1959، ودرجة الدكتوراة في تاريخ العرب 1964، وعمل محاضراً في التاريخ، قسم التاريخ بجامعة الخرطوم.
تولى إدارة “معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية عام 1972- 1983م، وأصبح مديراً لجامعة أم درمان الإسلامية عام 1983 ـ 1984م، وبعدها تولى منصب مديراً لجامعة الخرطوم منذ عام 1985 ـ 1991م، وترأس تحرير “مجلة السودان في رسائل ومدونات” حيث أصدر أكثر من 20 عدداً، كما أسس مجلة الدراسات السودانية.
وصدر له ما يزيد عن ثلاثين كتاباً بين تأليف وتحقيق وتحرير ومنها: العرب والسودان عام 1966م بالإنجليزية”، و”مقدمة تاريخ الممالك الإسلامية في السودان الشرقي”، و”دراسات في تاريخ السودان”، (وحقق كتاب طبقات ود ضيف الله، تاريخ ملوك سنّار والحكم التركي المصري في السودان (901 -1288/1504-71/1872)، (اللذان يعدان من أمهات كتب التراث السوداني.
***
منتدى راشد دياب يسلط الضوء على الكوميديا والتغيير الاجتماعي
نظم مركز راشد دياب للفنون وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة المنتدى الـسبوعي للمركز، وسلط الضوء على قضية الكوميديا والتغيير الاجتماعي تحت شعار “كوميديا التواصل الاجتماعي نموذجاً”، تحدث في المنتدى كل من الناقد الدكتور عبد الحفيظ على اللّه والممثل الأستاذ أبو بكر فيصل المعروف بشخصية “جبريل”، فيما أدار المنتدى الدكتور سيد أحمد أحمد وذلك وسط حضور كبير من المهتمين .
تحدث الممثل أبو بكر فيصل عن تجربته في مجال التمثيل، وأشاد بعدد من الممثلين السودانيين الذين وقفوا معه وخص بالشكر الممثل جمال حسن سعيد واعتبره واحداً من الأيادي البيضاء التي وقفت معه في هذه الرحلة، ومن جهته قال: حدث انقطاع كبير في مجال الإنتاج الدرامي وعزا هذا الانقطاع إلى انعدام التمويل من قبل الدولة، وتطرق أبو بكر إلى
شخصية “جبريل تناولت الكثير من الموضوعات والقضايا المختلفة مستصحبة في ذلك كمية الوعي تجاه القضايا وتناولها درامياً باعتبار أن الدراما تدعو إلى الفضيلة وانتصار الخير على الشر..
أما الناقد الدكتور عبد الحفيظ على اللّه فألقى الضوء على هموم الدراما السودانية والقضايا التي تناولتها على صعيد الدراما التلفزيونية وعلى صعيد الدراما الإذاعية وآثارها الاجتماعية، وقال إن هذه الدراما السودانية بشكلها القديم سعت لأن تخلق واقعاً للتغيير في الأوضاع الاجتماعية.
***
صدور رواية (مسيل الأرواح) للكاتب عمر الفاروق نور الدائم
صدرت بالخرطوم رواية «مَسِيل الأرواح»، للكاتب والصحفي السوداني عمر الفاروق نور الدائم، عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي.
وفازت هذه الرواية في العام 2018م، بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي التي ينظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي
ومسيل الأرواح هي العمل الروائي الثاني للكاتب عمر الفاروق الذي صدرت روايته الأولى (قارعة الذات) عام 2013.
وسبق أن فازت روايته «الفاني» في العام 2013م بالجائزة التقديرية لمسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي.
ورواية «مَسِيل الأرواح» التي صدرت في «143» صفحة من القطع المتوسط، تستند بشكل أساسي على ذاكرة الحرب الأهلية الدعائية والأيديولوجية بجنوب السودان في حقبة التسعينيات.
***
الفائز بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي
مصطفى خالد: الرواية السودانية تشهد انفجاراً كبيراً كمّاً ونوعاً
حين كان يكتب حتى القصاصات في الصفحات كانت تضوع أحرفه بالنضج كان نتاجه الأدبي رواية (غول سليمة) و(تكية البجاوي) لا تعبر فقط عن البدايات، بل عن خبرة سابقة صقلها بالموهبة والقراءات المتعددة الجيدة، أتى هذه المرة ليتوج بالجائزة الأولى عن روايته (أيام حي البوستة) في فوز مستحق بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي بمركز عبد الكريم ميرغني.. نلتقيه في هذه المساحة..
نتعرف عليه عن قرب
أجراه: المحرر الثقافي
من يكون الروائي مصطفى خالد، نود أن نعرف القارئ بك عن قرب؟
مصطفى خالد مصطفى مواليد الجريف شرق 1998، درست المرحلة الابتدائية في مدرسة الفيصل الخاصة بنين، ثم الثانوية في مدرسة بشير محمد سعيد النموذجية، وحالياً في المستوى الأخير بكلية الطب جامعة النيلين، أعمالي المطبوعة رواية “غول سليمة” الفائزة بجائزة ببلومانيا للرواية العربية 2020، الأعمال تحت الطبع رواية “تكية البجاوي” عن منشورات عندليب، فازت قصتي “حرب شارع البهلوان” بجائزة نيرفانا للأدب القصصي عام 2020م.
حدثنا عن بداية دخولك عالم الكتابة.
دخولي عالم الكتابة امتداد لدخولي عالم القراءة، عندما تحولَتْ تلك العادة التي كان يقوم بها أبي في العطلات الصيفية إلى هواية، حيث كان أبي – ونحن أطفال – يأتينا بالقصص المصورة والمجلات في العطلات الصيفية ويأتي آخر اليوم لنلقي عليه ما استفدناه من القصص والمقالات، أنا شخصيّاً كنت أحفظ القصة وأحكيها له، بعد ذلك تحوّل حب المكتوب إلى حب للكتابة، كنت قد بدأت بكتابة الشعر لكن تركته.
ما هي العوامل التي تساعد على كتابة الرواية؟
كثرة الاطلاع طبعاً داخل وخارج الأدب وعدم التوقف عن الكتابة وإعادة الكتابة.
هل وجدت صعوبة في كتابة الرواية؟
في هذه الرواية تحديداً لا، لكن هناك مشاكل ثاتبة تواجهني عند كتابة أي عمل، وهي النهاية واختيار العنوان للعمل، عادةً آخذ وقتاً طويلاً فيهما.
ما هي خلفية روايتك الفائزة بالجائزة أيام حي البوستة حدثنا عن فكرتها؟
رواية اجتماعية تستند إلى أحداث واقعية، تأتي في ثلاثة أبواب رئيسية، الباب الأول مقسم إلى خمسة فصول، كل فصل يحكي عن شخصية أساسية في الرواية التي كل شخصياتها من النساء، يتم السرد فيها عن طريق تقنية الفلاشباك واستذكار الأحداث المهمة والأساسية التي شكلت شخصيات البنات في أسرة فتحي أيام سكنهم في حي البوسطة قبل وأثناء وبعد ارتحالهم وتفرقهم، تتكرر بعض الأحداث خلال الفصول وفي كل فصل يتم تناول الحدث أو المشكلة من وجهة نظر الشخصية المعنية بذلك الفصل، الباب الثاني يوضح بذات التسلسل مصائر هذه الشخصيات الخمس، تختتم الرواية بالباب الأخير الذي يحكي عن البيت وتاريخه وتنتهي ببيعه. رواية عن المشاكل العائلية بين الإخوة، عن العنوسة، الطلاق وتبعاته على الأبناء، زواج القاصرات، الخيانة، الأب السكّير والجد القاسي غير المبالي، تصوّر حياة المجتمع السوداني سياسيّاً واقتصاديّاً بُعيد الثورة.
كيف نستطيع إنشاء جيل متفاعل مع الرواية قراءةً وكتابة، خصوصاً الأجيال الجديدة؟
عن طريق جعل هذا الجنس الأدبي متوفِّراً كمّاً ونوعاً وتكلفة، عن طريق إقامة الندوات والورش التدريبية التي لن تجعل منهم كتاباً بعد أن يفرغوا منها بالطبع، لكنها ستوجههم إلى أساسيات هذا اللون الأدبي ومداخله ومخارجه.
هل تعتقد أن الرواية السودانية بلغت سن الرشد الفني وأصبحت قادرة على التنافس بقوة في المسابقات الدولية
الرواية السودانية تشهد انفجاراً كبيراً كمّاً ونوعاً وإذا نظرنا مؤخراً مشهد الجوائزعربيّاً وعالميّاً سنجد أسماءَ ملهمة مثلت الرواية السودانية خير تمثيل ونالت تلك الجوائز عن استحقاق وسيتسمر التمثيل بصورة أكبر في السنوات القادمة.
في رأيك إلى أي حدٍ ينحاز الكاتب للواقع؟
الأدب كلما شابه الواقع ازداد سمواً، ليس بالضرورة أن يكون التشابه في البِنية، المهم هو تشابه القضايا والعوالم الداخلية والأسئلة في كلٍّ.
ما رأيك بالجوائز الأدبية وهل تشكل دليلاً على إبداعية المنتج الأدبي؟
الجوائز تمهّد الطريق وتقصّر المسافة، فضلاً عما تقدمه من مبالغ مالية تدعم الكاتب، لا أقول إن الدليل في الجوائز على إبداعية المنتج أمر مطلق، فالمسألة تدخل فيها عدة أمور من بينها أذواق لجان التحكيم قد لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثة أشخاص.
ما جديدك في الفترة القادمة؟
حتى الآن أنا كاتب غير مقروء، لي أربعة أعمال، المنشور منها عمل واحد فقط، وعمل آخر تحت الطبع، تبقى عندي الرواية الفائزة وسيقوم مركز عبد الكريم ميرغني بطباعتها ومجموعة قصصية يتيمة أفكر في نشرها أيضاً، أما عن كتابة عمل جديد فهذا سيطول قليلاً.