الطاهر ساتي يكتب: المواكب السلطوية..!!

إليكم ……………….
:: كل المواكب مراد بها تحقيق أجندة حزبية، وليست أهدافاً وطنية، ولذلك هي (بلا روح).. وعلى سبيل المثال، موكب النشطاء الذين يسمون أنفسهم بقوى الحرية والتغيير، خرج – يوم 25 أكتوبر – لإنهاء ما يسمونه بالانقلاب، واسترداد ما يسمونها بالمدنية، ولكنه – في حقيقة الأمر – كان موكباً لإعادة أوضاع ما قبل (25 أكتوبر 2021)، أي إعادة حكومة الأحزاب الأربعة، وهي المسماة – كذباً وتضليلاً- بالمدنية..!!
:: وكذلك موكب الفلول الذين يسمون أنفسهم بأهل السودان، خرج – يوم أمس – لرفض ما أسموه بالتدخل الأجنبي في الشأن السوداني، وهي كلمة حق مراد بها إعادة السلطة المخلوعة.. فالتدخل الأجنبي في الشأن السوداني ليس وليد اليوم، بل متوارث منذ أن كانت إيران تسرح وتمرح في الخرطوم، ثم تتخذ البلاد معبراً لأجندتها وأسلحتها، دون أن تجد رفضاً من الموكب المسمى اليوم – كذباً وتضليلاً – بالكرامة..!!
:: كلهم، الفلول والنشطاء، يخدعون أنفسهم بمظان خداع الشعب.. فالشعب أذكى من أن يكون قطيعاً يمشي خلف عبدة كراسي السلطة غير المشروعة، أي غير المنتخبة، ولذلك غادرهم تاركاً إياهم – وقطيعهم – في وادي مواكب بلا روح.. وستتواصل مواكب الأجندة السلطوية – هناك وهناك – بلا تأثير على قناعات الشعب، وليس هناك ما يمنع، فمن مزايا الديمقراطية المساواة بين الصادق والكاذب في حرية التعبير..!!
:: المهم.. بغض النظر عن أهدافها، فالمواكِب من التعابير مشروعة، ويجب ألا تكون مصدر توجُّس، ولكن بشرط عدم الانحراف نحو العنف.. ومن المؤسف أن هناك مظاهر تتنافى مع قيم الديمقراطية التي بها يستشدقون، ومنها ظاهرة إشعال النار في النفايات والإطارات وإغلاق الشوارع بها وبالمتاريس.. يجب التخلص من هذه الظاهرة بالتوعية والقانون، لأنها تسبب المتاعب والمخاطر لأبرياء لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث..!!
:: نعم، كما لك حق التعبير بالتظاهر، فلغيرك حق السير في طرق بلا متاريس.. وكما نطالب الشرطة بحماية المسيرات، نطالب أيضاً أن تكون المسيرات منظمة، وتحدد الشرطة مساراتها وتوقيتها، وهذا ما يسمى بالعمل المؤسسي واحترام الحقوق.. وكثيراً ما ناشدت رئيس الوزراء السابق حمدوك، وكذلك والي الخرطوم السابق أيمن نمر، بتنظيم المواكب بالقوانين، كما الحال في الدول المتحضرة بالمدنية..!!
:: هناك للمواكب قوانين تنظمها، أي هي ليست فوضى، بحيث يغلق من يشاء من الطرق ما يشاء.. نعم، لا يجب أن يبقى الشعب قابعاً كالأنعام في (حظيرة الوطن)، ولا يجب أن يكون دائماً في حالات السكون والجمود، ولكن كل هذا لا يعني التخلي عن (السلمية) في أفعالنا وأقوالنا.. فالمواكب السلمية والمنظمة هي ملامح الدولة المدنية المُرتجاة، وعلى السلطات حمايتها، طالما هي لا تعتدي على الحق العام، طريقاً كان أو غيره..!!
:: وعليه، تسابقوا بالمواكب والمواكب المضادة في مضمار السياسة، وليس في مثل هذا السباق ما يزعِج.. فالمزعج هو تخريب المرافق وتعطيل حياة الآخرين – الذين لا يسيرون في موكبك – بالمتاريس وإغلاق الكباري.. وكما نطالب الأحزاب بالسلمية وتنظيم مواكبها، نطالب أيضاً رئيس المجلس السيادي والقائد العام للقوات المسلحة الالتزام بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، ذات مهام محددة وفترة محدودة، وتقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب ومواكبها، لحين الانتخابات..!!


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب