المشهد الثقافي صفحة اسبوعية.. يحررها: محمد إسماعيل

بعد آخر
فقد للبلاد والعالم وداعاً شاعرنا شابو

محمد اسماعيل
توفي الأسبوع الماضي، الشاعر السُّوداني الكبير، عبد.الله شابو عن عمر يناهز الـ80 عاماً، من الإبحار في بحور وعوالم الإبداع والشعر والثقافة والأدب
شابو مهندس التبريد، الذي درس في السودان ومصر وأوروبا وأمريكا، قدم ولم يستبق شيئاً للشعر، فهو مؤسس (ابادماك) الثقافي؛ مطلع السبعينات، تقلد منصب رئيس نادي الشعر ورئيس رابطة الكُتّاب السُّودانيين. ونال جائزة الطيب صالح العالمية كشخصية العام 2015م.
له العديد من دواوين الشعر، حيث لقيت أعماله انتشاراً ورواجاً كبيراً، منها (أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين، حاطب ليل. شجر الحب الطيب، أزمنة الشاعر الثلاثة)
الصورة الشعرية التي يرسمها شابو، تتوافق مع روحه المرحة وتواضعه، و إنسانية تفيض رقة وعذوبة. شابو، مع حسه المرهف يتمتع بثقافة عالية، وإيمان بعظمة الإنسان، و تجد شعره ساحة لقاء بين شعرية واثقة، وخطاب يتجلى في قراءة النفس والتعبير عنها بعيداً عن صناعة الشعر أو التكلف في نسجه، والبساطة عنوانه. الوعي عند الشاعر، في سياق التعريف بشاعر مختلف، ارتوى بالجمال، ففاض بحر شعره وانسكب على الطبيعة، الإنسان، الشجر، الحياة، الواقع، أزمنة إنسان القرن، الكتابة، سؤال الحداثة، سؤال النهوض. يضع شابو يده على الجرح بابتسامة صافية. يقبض على ناصية اللغة بإحكام الشاعر المجود ..رسم خارطة وجوده وكينونته بأصابع محبرة من مدامع الجرح، ودم أكتوبر الأخضر، قدم له المجذوب نصيحته الذهبية التي وضعها نصب عينيه تاجاً يزين تجربته الإبداعية: (اقرأ من تأبط شراً حتى عبدالله الطيب).. قدم شابو مجموعة من الكراسات الشعرية الفصيحة بالعطر المزهو بما يأتي وما لا يأتي من مجموعاته الشعرية (شجر الحب الطيب، حاطب الليل، أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين، أزمنة الشاعر الثلاثة، إنسان يحدث الناس) فوجد إطراءً من كبار النقاد وأساتذة النقد من الداخل والخارج.. إنه الكاتب للوطن والحب والهامس في أذن الفرح والجرح.. له الرحمة والمغفرة.


***
شهدتها طيبة بريس ورشة حول إدارة التنوع الثقافى والإثني فى السودان

نظمت مؤسسسة طيبة بريس الأسبوع الماضي ورشة حول التنوع الثقافى فى السودان، وبحضور عدد مقدر من الإعلاميين، واستصحبت الورشة التجربة الهندية، تحدث فيها كل من فيصل الباقر مزول العسل وفيصل محمد صالح، تناول فيصل الباقر تجربته إبان دراسته فى الهند فى جامعة بونا، أشار إلى أن الهند تعتبر بلد التعددية العرقية والدينية واللغوية، وأكد أن ظاهرة التعدد العرقى فى حد ذاتها لاتمثل خطراً على الأمن القومى، بل تمثل عاملاً لقوة الدولة.
الدكتور منول العسل أشار إلى أن النظرة الأحادية للهوية وقبول التعددية الثقافية؛ تقود ليس فقط لحل إشكاليات المواطنة، بل كذلك إلى حل قضية الهوية من خلال شمل الأقليات فى المؤسسات والفضاءات القومية، مضيفاً؛ هنالك ايضاً جوانب عملية يمكن أن تسهم في إعلاء التنوع؛ وبالتالي تقنع الأقليات الثقافية؛ بأن ثقافاتها معترف بها وليست مهملة او مهمشة.
الأستاذ فيصل محمد صالح أشار إلى أن السودان بلد التعدد والتنوع الثقافى، وأن مسألة التنوع الثقافى ليست بجديدة على السودان، فهي قديمة بسبب الهجرات المستمرة إلى السودان، ويرى أن الثقافة السودانية عبارة عن نتاج اختلاط موروثات ثقافية أفريقية مع ثقافات أخرى.

***

مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل
– افتتح اليوم بمسرح قاعة الصداقة بالخرطوم، مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل في دورته الثانية بحضور كبير من المشاركين وضيوف الشرف وأفراد لجنة التحكيم واللجنة المنظمة لهذا المهرجان.
وقال سيف الدين حسن، رئيس مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل؛ إن المهرجان كان فرصة مميزة للمشاركين؛ وخصوصاً فئة الشباب، وأن الإقبال على المشاركة كان كبيراً بقرابة الألف فيلم وعمل، في كل من مجالات الدراما والوثائقيات والتقارير الإخبارية إضافة للتصوير الفوتوغرافي.
وأشار إلى أن المهرجان أحدث حراكاً ثقافياً كبيراً استطاع الشباب من خلاله التعبير عن آرائهم عبر مشاركتهم بهذه الأعمال المختلفة، موضحا أن المهرجان صحبه دورات تدريبية كانت بمثابة توجيه للمشاركين وتقديراً لهم لمشاركتهم بهذا المهرجان، وأبان أن يوم غد سيكون اليوم الختامي للمهرجان، وسيتخلله توزيع الجوائز للفائزين، وتوقع أن يكون هذا المهرجان فرصة للكثير من المواهب.
صفاء عثمان عضو الجنة العليا لمهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل، ومقرر لجنة التحكيم، وصفت المهرجان بالظاهرة الثقافية والإعلامية والمهنية، وقالت إن الهدف من المهرجان كان تقليل كلفة الإنتاج وإتاحة منصة للشباب للتعبير عن رؤاهم وأفكارهم من خلال أعمالهم الإبداعية والتي أساسها التصوير والمونتاج باستخدام الموبايل .
وابانت انهم بلجنة التحكيم وجدوا العديد من الإبداعات الشبابية في القضايا المطروحة والمتناقل فنياً، مما يؤشر لتقدم مستوى الأعمال الفنية، إضافة إلى ارتفاع مستوى وعي استخدام وتوظيف الموبايل.
يذكر أنه كان قد أعلن عن بدء تقديم الأعمال المشاركة بالمهرجان في العاشر من شهر سبتمبر الماضي، في مجالات الفيلم الوثائقي والفيلم الدرامي في مدة حددت ب 5 دقائق كحد أقصى لكليهما، التقرير الإخباري وحددت له دقيقتان ونصف كحد أقصى، وأيضاً في مجال التصوير الفوتوغرافي، واستمر التقديم إلى الخامس عشر من شهر أكتوبر.

****

نادي القصة السوداني ينتخب مكتبه التنفيذي

انعقدت الجمعية العمومية لنادي القصة السوداني، ظهر اليوم السبت ٢٩ أكتوبر بـ #بيت_ الشعر _ الخرطوم، بحضور غالبية الأعضاء المكملين لإجراءات التسجيل.. حيث تمت إجازة النظام الأساسي، وعقبه انتخاب المكتب التنفيذي.
وكانت الجمعية العمومية قد انتخبت نصر الدين عبد القادر حسن رئيساً، ومحمد الحسن أحمد نائباً للرئيس، وإسراء رفعت سكرتيراً عاماً، وحازم يوسف سكرتيراً للمال، وحسين رزق الله سكرتيراً للتخطيط.
كما تم اختيار أنس عبد الصمد سكرتيراً للعلاقات العامة والإعلام، ومحمد جدو سكرتيراً لشؤون العضوية والسجل وتقنية المعلومات، ورجاء نمر مساعد الرئيس، وأحمد سعد أحمد مساعداً للرئيس لشؤون التقنية والمعلومات.

 

***

عوالم إنسانية.. معرض للدكتور عبدالرحمن شنقل
افتتح الأسبوع الماضي معرض للفنان والنحات دكتور عبد الرحمن عبد الله شنقل بقاليري داون تاون تحت عنوان (عوالم إنسانية)، وتحدث شنقل للمشهد الثقافى حول التجربة قائلاً : المعرض يهتم بالإنسان فى عموم حركاته وسكناته وثمة إيجاد سياقة جديدة لمعالجة كل مايدور فى ذهن من فضاءات خاصة ومشاعر وأفكار . وكل إنسان له بصمة خاصة وقصة مميزة لاتستطيع التعابير العادية أن تحيط بها نسبة لمحدوديتها فى شكلها الفيزولوجى والتعبيرى، وكان المدخل وجهه الإنسان الذى يعتبر نافذة للولوج إلى عالمه الخاص ومحاولات قراءات هذا الخاص. وكان البحث عن أسلوب وطريقة معينة فى التفكير وطرق المعالجة التشكليلية التى من الممكن أن تشمل أكبر قدر من المعرفة البصرية لإرسال رسائل جمالية.
ويذكر أن عبدالرحمن شنقل فنان ومصصم ونحات وأستاذ مساعد فى كلية الفنون قسم النحت ولد فى مدينة الدامر عام 1960 وتخرج من كلية الفنون عام 1985 وأقام العديد من المعارض فى السودان وإثيوبيا وإنجلترا وروسيا بشكل فردى وجماعي فاز شنقل بالجائزة الأولى لتنفيذ النصب التذكاري لحقوق الإنسان فى مبنى الاتحاد الأفريقي. يهتم بإحياء التراث وحضارة السودان، شغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة .

****

الجمعية العمومية لاتحاد التشكلييين
انعقدت يوم السبت 29 اكتوبر؛ بمبانى المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون الجمعية العمومية للاتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين بحضور مسجل الجماعات الثقافية، ولعدم اكتمال النصاب تم تحديد اجتماع تكميلي بعد أسبوعين بأي عدد حضور، حسب دستور ولائحة الاتحاد، وأعلن المسجل يوم السبت 12 نوفمبر بمبانى المجلس القومى لرعاية الثقافة والفنون الساعة الثالثة ظهراً موعداً لانعقادها.

****

سلطة الناقد على النصّ لا حدود لها
الناقد عز الدين ميرغني:
الناقد عز الدين ميرغني، صوت نقدي طرح نفسه بقوة في المشهد الثقافي، فهو من جيل الوسط؛ الجيل الذي استفاد كثيراً من تجارب الرواد الأوائل، وفي ذات الوقت امتلك فرضيته من إضاءات العديد من الكتابات الجديدة عبر الملفات الثقافية والمنتديات والندوات، إلى جانب ذلك فهو خريج آداب لغة فرنسية وقانون،
أجراه: المحرر الثقافى
* في البداية نريد أن نسأل عن كيف تكونت شخصيتك الثقافية والأدبية؟
– هناك عدة مكونات مكانية وزمانية، فقد ولدت ونشأت في قرية “المكنية”، وهي قرية مشهورة تقع غرب ” كان لها تأثير كبير ولا يزال في حياتي، وأعتز بها جدًا، حيث كانت مراتع الطفولة والصبا. فالمكنية قرية متفردة وتفتحت على الحضارة والرقي قديماً، ولها سوق أسبوعي مشهور هو سوق الثلاثاء، وكان أبي يرسل لي وأنا صغير، حيث تعلمت القراءة والكتابة في الخلوة مبكرًا على يدّ أستاذي العالم البركة الخليفة سليمان الخليفة. ومن طبيعتها الساحرة الممتدة غربًا خلاء جميلٌ، وحيث يفيض النيل سنوياً، فتصبح جزيرة، وينحسر فتغطيها الخضرة، وتحيط بها، فتعلمت التأمل واقتناص اللحظة الجمالية. والصيف هناك له طعم خاص، حيث الهدوء والليالي المقمرة وأحاديث السمر واللعب مع الأقران وأحاجي الحبوبات تشنف الآذان، وهو ما فتح لي دروبًا للسرد ومعرفة به، في الليالي الشتائية الباردة حيث دفء الأسرة، والعشاءات الدسمة مما تنتج البيئة، فعرفت جمال الخلو بالنفس ومخاطبتها واستخراج مكنوناتها، وفي الخريف حيث الخضرة تنسج سندسًا أخضر في خلائها الذي ما بعده إلا تشاد وليبيا، عرفت صفاء التفكير وحبّ المغامرة والسفر، واكتشاف الجديد. وفي أعيادها وأفراحها ومناسباتها أحببت أغنيات الطمبارة، والرميات والدلوكة وترانيم الجدابودي. وتعلمت فنّ الاستماع في كلِّ لحن وصوت جميل، من مديح الماحي بشير قنديل، وأخيه إبراهيم وابنه عثمان – عليهم الرحمة والرضوان – وحتى في المأتم نسمع نويح الثاكلات المنمات، فهي منطقة مستوعبة لحضارات قديمة وثقافات وافدة ومتجددة. وجئت الخرطوم للمرحلة المتوسطة صبيًا متلهفًا للجديد والمعرفة واعتبرت نفسي سائحًا معتزًا بقرويتي ومنطقتي، أخذت أنهل من محاسن الخرطوم متسلحًا ضد مفاسدها. وفي الخرطوم الأميرية، حيث كانت الوسطى أقوى من الجامعة الآن، أتقنَّا الإنجليزية وكنا نحاور أساتذتنا، وكنتُ صبيًا نحيل الجسم، أتسلل للمكتبات العامة، ومكتبات الجامعات، ولمّا دخلت الجامعة، بدأت أدخلها وحضرت قليلاً في أم درمان من ندوات خالي عبد الله حامد الأمين… وعرفت القراءات الجادة مبكرًا ومتدرجًا في مجلات وكتب التسلية والمغامرات البوليسية. وقرأت كل مكتبة المجلس القومي للآداب والفنون، وفي الجامعة اخترت اللغة الفرنسية، ونهلت من آدابها وثقافتها، وفي فرنسا غرفت من محور الثقافة المرئية والمسموعة والمقروءة. ومن مهنة التدريس تعلّمتُ الصبر ومهنة التعليم والتعلم، وبعدها درست القانون، ومؤخرًا تعلمت منها استقراء المنطق، ومن المحاماة مقارعة الحجة بالحجة وفنّ المرافعة والبحث في مكامن النصّ وخلله وعيوبه، ومن الصحبة الراقية تعلمت، ولا أزال أتعلم، أن ليس خير جليس في الزمان كتاب، إنما صاحب مثقف متابع.
* هناك كثير من الأصوات النقدية في المشهد الثقافي، هل تعتقد أن هذه الأصوات توازي المنتوج الإبداعي من قصة وشعر ورواية؟
– ولصعوبة العملية النقدية، وامتلاك أدواتها ولضعف مناهج التدريس في الجامعات وعدم التمكن من اللغات الأجنبية، وحتى لغتنا الأم اغتربت عنا، واعتمادنا على الكتب النقدية المترجمة، أوافقك بأن الأصوات النقدية في بلادنا كثيرة ومتعددة، بل حتى في العالم المتقدم هناك ندرة في هذه الأصوات، فليس كل من علق على كتاب وكتب عنه فهو ناقد. لقد أصبح النقد علمًا ومنهجًا، فهو متعب وصعب، رغم أنه متاح ومباح حتى لغير المختصين، فكلما هناك أدب مكتوب ومدسوس فكذلك هناك نقاد وذواقة للأدب لا يكتبون؛ إما خجلاً أو خوفًا من نقد النقد، وهو السيف المصلت الذي يرهبه الكثيرون. لذلك (بارت) كثير من الكتب في أرفف المكتبات، والنصُّ كائن حيّ يتغذى بالنقد، وإلا فسيموت حتى لو كان نصاً عظيماً وجيدًا، وحتى عند بعض النقاد؛ هناك من يظنُّ أنَّ النصّ إذا كُتِبَ عنه، فيجب ألا تعاد الكتابة من قبل آخرين، وهذا خطأ يجب أن يصحح.
* ما حدود سلطة الناقد كقارئ في علاقته بالنصّ الأدبي؟ وهل يقيم عزّ الدين حدًا لهذه السلطة في اشتغاله على النصّ الأدبي؟
– سلطة الناقد على النصّ لا حدود لها، والملكية الفكرية لا تستطيع محاسبة الناقد، إلا في التجريح والإساءة الشخصية، والنصّ بخروجه للقارئ يصبح وجهًا وجسدًا مكشوفًا يحق للناقد أن يرى ويقول ما لا يراه غيره، فهو حرٌّ أن تكون قراءاته وكشفه بالمدرسة التي يراها مناسبة بأدواتها المناسبة، والنصّ يحمل مفتاح قراءته في داخله إذا كان أصيلاً وليس تقليدًا، والناقد الموهوب والمثقف الذي يمتلك عدة مفاتيح للدخول فيه وسبر مكنوناته ومطايبه، وإلا يصبح نقده عرضحالات رسمية؛ كما يفعل البعض الآن، وكثير من النصوص والأعمال الجميلة أُهملت وستُهْمَل لأن مفاتيحها دقيقة وعصية وأقفالها مشفرة. وأنا شخصيًا أرى أن أيّ نص يقرأ من داخله ليس من خارجه، إذا كان النصّ أصيلاً ونقيًا وليس مقلدًا لغيره، وهذه الأصالة قد تكون قوية عند كُتَّاب يراهم البعض عاديين، ولا يجب تناول أعمالهم، وهذه السلطة النقدية المطلقة ظلمت كثيراً من النصوص. وأعتقد بأنه وبهذه السلطة المطلقة، خير للناقد أن يخطئ بالمدح من أن يخطئ ويتجنى بالحكم السلبي الذي قد يكون لا يستند على أدلة نقدية قوية ومسببة ومنطقية، لذلك يجب أن يكون هنالك “نقد النقد” الذي يمثل مرحلة استثنائية لا حدود لها، وضحايا هذه السلطة النقدية كُثُر، وبعضهم قتل المؤلف بقتله للنصّ، وقتل المؤلف هو تركه للكتابة وللأبد.

***

 


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب