شرعت في تنفيذ مشروعات استثمارية استراتيجية مصاحبة: القضارف ترسم الخطوات النهائية لمشروع الحل الجذري للمياه

القضارف: اليوم التالي
يمضي مشروع الحل الجذري لمياه القضارف، بخطى طيبة، وقد شارف المشروع على الانتهاء بالرغم من التحديات والصعوبات التي ظلت تواجهه، وتبقت أمام المشروع (ثلاثة) أعمال، نجح والي القضارف المكلف، محمد عبد الرحمن محجوب، ووحدة تنفيذ السدود، في تحقيق اختراقات فيها، وهي إكمال الأعمال النهائية للخط الناقل والمحطة الرئيسية، التي تنفذها الشركة الصينية الدولية للمياه والطاقة (CWE)، بتمويل من بنك جدة الإسلامي، وهذه سجلت وفد للبنك للبلاد، ووقف على سير العمل في مشروع الحل الجذري لمياه القضارف، وأثنى البنك على العمل الذي تم تنفيذه في المشروع، وتعهد باستئناف الدفع للمقاول الصيني، حتى يتمكن من إكمال الأعمال النهائية للمشروع.
أما المسألة الثانية فهي إمداد قرى شمال وشرق القضارف، و (18) حياً بالمدينة، وقد نجح الوالي في الحصول على تصديق بمبلغ (4,8) تريليونات جنيه، لتنفيذ هذه الجزئية، وبالفعل تسلمت الشركة الموردة للمواد؛ المقدم (500) مليار جنيه، وينتظر أن تتسلم في الأيام القادمة مبلغ (تريليون) جنيه حتى تتمكن من توريد أنابيب خطوط المياه للقرى والأحياء ال(18). أما المسألة الثالثة والأخيرة فهي التشبيك بين الشبكة الداخلية الجديدة بمدينة القضارف والخط الناقل، ونظام التحكم للشبكة، وهذه شرعت حكومة القضارف في إيجاد تمويل لها.
مراحل متقدمة
تبذل ولاية القضارف، جهود كبيرة لإنهاء أزمة مياه الشرب، وذلك بإكمال تنفيذ مشروع الحل الجذري للمياه، و مع أن مشروع المياه ظل يتصدر أجندة معظم الولاة المتعاقبين على ولاية القضارف، لكن المشروع ظل يواجه صعوبات وعقبات تعترض العمل فيه،
وخلال الأيام الماضية سجل وفد فني من بنك جدة الإسلامي للتنمية، زيارة إلى ولاية القضارف، وقف خلالها الوفد على مشروع الحل الجذري لمياه القضارف، والمراحل التي وصل إليها العمل في المشروع، ويمول بنك جدة المشروع بتكلفة مالية (55) مليون دولار، من بحيرة سدي أعالي نهر عطبرة وسيتيت، وقد هدفت الزيارة للاطلاع ميدانياً على المراحل التي وصل إليها العمل في المشروع، والعقبات التى تواجه إكماله، وبحث إمكانية استئناف التمويل والعمل بالمشروع،
وأوضح المهندس، محمد نور الدين، مدير عام وحدة تنفيذ السدود، في تصريح ل(اليوم التالي)، إن بعثة البنك، وقفت على ماتم إنجازه في الخط الناقل لمياه القضارف بطول (68) كلم، وقال إن الوفد عبر عن سعادته، بما تم إنجازه في المشروع، مبيناً أن الوفد وجد أن ماتم إنجازه أكثر من المبالغ التي دفعت للمقاول بنسبة (10%_ 12%)، وإن العمل قد قطع مراحل متقدمة، مما يشير إلى جدية المقاول في إنفاذ المشروع.
وقال نور الدين، إن بعثة البنك وجدت أن نسبة الإنجاز في المشروع وصلت إلى (95%) من أعمال المشروع، وأن الشركة استلمت (84%) من التمويل، أي أن الأعمال المنفذة أعلى من المبلغ الذي استلمته الشركة، مبيناً أن البنك قد دفع للمقاول مبلغ (44) مليون دولار، وجملة المتبقي للشركة (9) ملايين دولار، وأضاف..إن العمل في المحطة الرئيسية بالسد، وصل إلى الأعمال النهائية، وتوقع أن يبدأ الضخ التجريبي للمحطة في غضون الأيام القادمة، وبالنسبة للعمل في الخط الناقل، قال نور الدين، إنه شارف على الانتهاء وتبقت نحو (60) متراً، وتوقع مدير عام وحدة تنفيذ السدود، أن تصادق إدارة بنك جدة على استئناف التمويل لمشروع مياه القضارف، وقال.. هناك مؤشرات إيجابية تبشر باستئناف التمويل لإكمال العمل في المشروع، مشيراً إلى أن الوفد قد عبر عن إعجابه بالإنجاز الذي تم، وأردف “هناك أمل كبير جداً أن يكمل البنك المشروع الذي وصل إلى نهاياته”.
طرف الاتحادية
هناك مبلغ (4,8) تريليونات جنيه، بطرف المالية الاتحادية، وهي التي تم تصديقها لمياه القرى وبقية أحياء المدينة، وتبقى فقط أن تفي المالية الاتحادية، وظل والي القضارف المكلف محمد عبد الرحمن، يقوم بجهود حثيثة، وتواصل مستمر مع المالية الاتحادية لتفي بالسداد في المبلغ المطلوب، وفي السياق، أوضحت المدير التنفيذي لمشروع مياه القضارف، أسماء عبدالقادر محمد، في تصريح صحفي، إن عطاء توريد أنابيب لإمداد القرى الشرقية والأحياء ال(18)، وقع لشركة “الخندقاوي” بقيمة (ثلاثة) تريليونات جنيه، المقدم منها (50%)، أي (1,5) تريليون جنيه، وقالت إن الشركة تسلمت منها (500) مليار جنيه، وتبقى لها مبلغ “تريليون” جنيه في المقدم، وحثت أسماء المالية الاتحادية لإكمال بقية المقدم حتى تقوم الشركة بتوريد الأنابيب، ليتم توصيل الخطوط للقرى وبقية الأحياء، وأفادت أسماء
أن المبلغ المخصص من الحكومة الاتحادية لولاية القضارف، يشمل قيمة توريد الأنابيب (HDPe)، وملحقاتها لإمداد المياه إلى قرى وسط القضارف وبقية أحياء المدينة.
الشبكة والمتبقي
إلى ذلك، أكدت ولاية القضارف، أن العمل في الشبكة الداخلية الجديدة بمدينة القضارف، ضمن مشروع الحل الجذري للمياه، قد اكتمل بنسبة (98%) من أعمال الشبكة، وقالت مدير عام وزارة المالية بولاية القضارف، نجاة أحمد محمد، ل(اليوم التالي)، إن العمل في الشبكة الداخلية لمياه مدينة القضارف الآن في نهاياته، وأوضحت أنه تم “غسل الخطوط (لقطاع ونصف)، وتبقى (قطاع ونصف)، سيبدأ غسلهم في غضون الأيام القادمة، وأوضحت نجاة أن ما تبقى من العمل فقط أعمال “غرفة التحكم” و “بلوفات الحريق” و “التوصيل بين الخط الناقل والشبكة الداخلية” بتكلفة تقدر بنحو (600) ألف، قدمتها الشركة الصينية، ضمن عرض فني لنظام “اسكادا”، للتحكم إلكترونياً في الشبكة، و “الهيدر” للربط بين الخط الرئيسي وخطوط الشبكة الرئيسية، والتشبيك بخزان الجيش، وعرض مالي بالتكاليف، وأضافت نجاة، بالفعل تم التصديق المبدئي من وزارة المالية الاتحادية بالمبلغ في وقت سابق، لكن التأخير في سداد المقدم من المبلغ للشركة أدى إلى تنصلها من العقد لارتفاع التكاليف، ونوهت نجاة لوجود مساع لتوفير المبلغ من الحكومة الاتحادية، ومن ثمّ إقناع المقاول بتنفيذ هذه الأعمال ، وقالت المدير العام، إن استئناف العمل في مشروع الحل الجذري لمياه القضارف، سيكون في غضون أيام، حال وصول أنابيب المياه للتوصيل للقرى الشمالية والشرقية وبقية أحياء القصارف.
وأعربت مدير عام مالية القضارف، عن أملها في استصدار استثناء لاستئناف التمويل لمشروع مياه القضارف، ليكتمل العمل بالمشروع في مطلع العام المقبل.
موكب القرى
يوم الخميس الماضي، سير مواطنون من قرى شمال القضارف، موكباً إلى أمانة حكومة ولاية القضارف، وسلم الموكب، مذكرة إلى أمين عام حكومة الولاية بالإنابة، احتوت على عدد من المطالب، من بينها معالجة قضايا خدمية في مقدمتها فضية المياه، ورأى مراقبون إن موكب القرى الشمالية الشرقية، سعى فيه القائمون على أمره لأجندة أخرى غير موضوع المياه التي رفعوا قضيتها، ودلل المراقبون على ذلك بأن مشروع المياه قد شارف على نهاياته بما فيه مياه القرى، وجزم المراقبون بأنه قطعاً ليس الهدف مشروع المياه الذي بذل فيه الوالي المكلف جهوداً مقدرة أوصله فيها لهذه المرحلة.
وقد أكد والي القضارف المكلف، محمد عبد الرحمن محجوب، خلال لقائه بعثة بنك جدة للتنمية، إن مشروع الحل الجذري ظل ينتظره مواطنو الولاية ليطوي لهم معاناتهم مع العطش، وهو يعد مشروعاً إنسانياً واستراتيجياً لمواطن الولاية، وقال الوالي إن حكومته تولي اهتماماً كبيراً للمشروع، ولذلك هي تقوم بجولات مستمرة للخرطوم، والمالية الاتحادية على وجه الخصوص، لتفي بسداد التزاماتها من أجل إكمال المشروع، وأعرب عبدالرحمن عن أمله في استئناف التمويل للفراغ، وأن تف كل الجهات بالتزاماتها حتى يرى المشروع النور، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها حكومة الولاية لإكمال المشروع في تمويل وتنفيذ أعمال الشبكة الداخلية لمدينة القضارف، وينوه عبدالرحمن إن إكمال المشروع سيمكن الولاية من تنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية والاستراتيجية؛ خاصة في قطاع الصناعات الزراعية والحيوانية، والسياحية، مبيناً في هذا الخصوص أن حكومة الولاية بصدد تنفيذ مشروع مطار القضارف الدولي، لدعم الصادر من الولاية مباشرة، بجانب رصف وسفلتة عدد من الطرق لمحليات الولاية، وربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب