القيادي بالمؤتمر السوداني والناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير محمد حسن عربي لـ(اليوم التالي): إلغاء اتفاق جوبا رؤية غير مسؤولة وتعني العودة إلى الحرب
نحن أمام خيار التعاطي سياسياً مع الوضع أو ممارسة العطالة السياسية التي تمارسها بعض الأحزاب
التغيير ولجان المقاومة في وضعية مفترق الطرق
التغيير لا تندثر لمجرد الانقلاب أو اتفاق بعض الكيزان والشيوعيين
هناك من ذهب إلى الاتفاق وفي نفسه شيء من حتى
حاوره: الطاهر ساتي
قال القيادي بالحرية والتغيير محمد حسن عربي إنهم لم يتجاوزوا أحداً في توقيع الاتفاق الإطاري، وعملوا كل شيء من أجل أن تكون خيارات قوى الثورة موحدة، وأضاف في حوار مع (اليوم التالي): نحن أمام خيار، إما التعاطي سياسياً مع الوضع أو ممارسة العطالة السياسية التي تمارسها بعض الأحزاب، ورفع الشعارات والاسترخاء، وتابع: لم نتجاوز لجان المقاومة، ولكن لا نترك عملنا السياسي، وأضاف: نحن جاهزون للتعاطي معها، إلى مضابط الحوار..
ـ يرى مراقبون رفض البعث للاتفاق الإطاري يضعف الإعلان السياسي، كيف، تواجهون ذلك؟
إذا كان هناك من شيء يحز في النفس في المضي قدماً في هذا الاتفاق فهو عدم توافقنا مع البعث الأصل على مستوى بعض التفاصيل، لقد توليت بصورة شخصية في بعض المحطات المهمة في العملية السياسية تمثيل الحرية والتغيير، وقد كنت أستأنس بحكمة ورؤية عم علي السنهوري الثاقبة، ولا أذيع سراً إذا قلت إن البعث الأصل غير مختلف مع العملية السياسية، وهو نفسه منفتح على إنهاء الانقلاب وفق العملية السياسية، غير أن لديه قناعة صارمة بعدم الثقة في المكون العسكري، ونحن أيضاً نشاطره الرأي، ولكن لدينا ما يحملنا على الاعتقاد أن عدم الثقة لا ينهض سبباً لعدم التوافق لوحده، لذلك نسير في هذا الطريق يحدونا أمل عميق أن نكون على الطريق الصحيح، ونحن نبذل جهدنا لإقناع البعث من أجل أن نمضي موحدين في وجهتنا السياسية.
ـ اختيار التغيير رئيس وزراء الفترة الانتقالية بالتشاور مع قوى الانتقال هل محاولة لإعادة حاضنة الحرية والتغيير القديمة؟
لسنا بحاجة للاتفاف فالحرية والتغيير من حقائق الحياة السودانية التي لا تندثر لمجرد الانقلاب عليها، أو لأن بعض الكيزان والشيوعيين اتفقوا على القضاء عليها.
فنحن لم نذهب للعملية السياسية على سبيل الاستسلام أو لمنح الانقلاب شرعية، بل لدينا رؤية واضحة تتمثل في أن إنهاء الانقلاب بالتفاوض يقلل تكلفة الخيارات الأخرى، كما أنه سيعمل على استعادة سلسة لمسار الانتقال، ويجنب البلاد مخاطر التشرذم الاجتماعي والسلاح المنتشر وتعدد الجيوش.
وهذا خيارنا كأكبر تحالف سياسي مقاوم لانقلاب أكتوبر وبالتأكيد في الاتفاق مع قادة الانقلاب لن نتنازل عن حق قوى الثورة في تشكيل مؤسسات حكم الفترة الانتقالية، ولن نستبد بهذا الحق في مواجهة شركائنا من قوى الانتقال الذين نشكل معهم قاعدة صلبة تحتضن وتقود الانتقال.
ـ لجان المقاومة تناهض التسوية، ولا تعترف بأي غطاء سياسي، كيف يواجه المركزي اللجان التي وقعت على ميثاق سلطة الشعب وشعارها “بي كم الساسة الباعوا الدم”؟
نحن فى الحرية والتغيير على وفاق مع لجان المقاومة فى الغايات الاستراتيجية المعلنة للطرفين، ثمة اختلافات طبيعية ناتجة عن الاختلاف أولاً في تركيبة الحرية والتغيير كتحالف سياسي مهني، ولجان المقاومة التي نشأت في ظروف محددة وسياق مقاوم للنظام البائد وعملنا معاً بتناغم في السابق والآن نحن في وضعية مفترق الطرق.
بالنسبة لنا مع الوضع في الاعتبار السياق الموضوعي للاختلاف، ثمة خطوط سياسية تمتد تحت الجسر تحت غطاء واجهات يحاول ويعمل البعض على توظيفها لصالح وجهة انقلابية تستهدف الحرية والتغيير من حيث الوجود والفاعلية والنفوذ.
وبوضوح بذلنا منذ ٢٥ أكتوبر جهوداً كبيرة من أجل الوصول مع قوى الثورة ومن بينها لجان المقاومة إلى نقطة التقاء من أجل توحيد قوى الثورة، ورغم عدم التوفيق في الوصول إلى هذا الهدف الا أننا نبذل الآن جهدنا من أجل بناء مركز موحد لقوى الثورة، تقود المقاومة وتعمل من أجل الوفاء بدور هذا المركز في مستقبل العملية السياسية.
ـ الأجسام التي وقعت على الاتفاق الإطاري عبارة عن واجهات عدا الأمة والمؤتمر السوداني كيف ترد على ذلك؟
الأجسام التي وقعت هي أجسام تجمع المهنيين السودانيين وتتكون من أعضاء من مختلف الأحزاب إضافة إلى المستقلين.. فهذه الأجسام وعددها (١٢) كانت تمثل في ١١ أبريل ٢٠١٩م مجلس تجمع المهنيين من أصل (١٨) جسماً في ذلك الوقت واليوم نجد أن هذه الأجسام تمثل ثلثي تجمع المهنيين السودانيين فيما اختارت الواجهات الحزبية الفعلية اختطاف جثة التجمع وقذفه في أحضان الحزب الشيوعي وهي ست أجسام فقط تمثل واجهات حزبية.
ـ ما هي الحلول في حال وصل تصعيد القوى الرافضة مرحلة الانسداد؟
لكل حادثة حديث.
ـ ما هو ردكم على حديث الطاهر حجر حول عدم المساس باتفاقية السلام وحذف كلمة مراجعة اتفاق جوبا؟
نحن نتفهم تمسك أطراف العملية السلمية باتفاق جوبا كما هو ومقاومة مراجعته. عند تناول مسألة سلام جوبا في صياغة مسودة الدستور الانتقالي تمسكت الحركات بمبدأ عدم المراجعة والتنفيذ الفوري للاتفاق غير أنها تفهمت ضرورة المراجعة لأغراض تجاوز السلبيات، ومعالجة أوجه الخلل التي ظهرت لاحقاً، واشترطنا أن تكون المراجعة بموافقة أطراف السلام.
ونحن نتعاطى إيجاباً مع موقفين متناحرين، فهناك من يرى إلغاء الاتفاق وهذه رؤية غير مسؤولة لأن الإلغاء يعني العودة إلى الحرب وبعده التفاوض وبعده إبرام اتفاق جديد، وهناك رأي يتمسك بقداسة الاتفاق ويقاوم إلغاءه أو تعديله ونحن نتخذ موقفاً وسطاً نثق أنه سيحقق هدف الحفاظ على السلام.
ـ هل ستتم مراجعة الاتفاقية من جانب الجبهة الثورية الموقعة على الاتفاق الإطاري دون الحركات التي لم توقع على الاتفاق الإطاري؟
ستتم المراجعة بموافقة أطراف السلام جميعاً هذا هو اتفاقنا
ـ ما هي حلولكم لمسار الشرق هل سيلغي المسار بعد التهديد بالتصعيد؟
مسار الشرق ومسألة المسارات واحدة من المبررات الموضوعية لتمسكنا بالمراجعة، من الواضح أنه ليست هناك تحفظات موضوعية حول مكاسب المسارات من حيث حظوظها في مخاطبة قضاياها المتعلقة بالتنمية والسلطة والثروة، غير أن هناك نزاع حقيقي بين أصحاب المصلحة حول التمثيل ولهذا السبب تم وضع قضية الشرق ضمن خمس قضايا مطلوب العمل عليها بصورة اوسع قبل الوصول الى الاتفاق النهائي.
أصحاب المصلحة من شرق السودان هم من سيقررون بشأن المسار.
ـ ماذا بعد خطوة التوقيع؟
ينتظرنا عمل كبير وأمامنا الآن مهام إكمال التفاوض حول قضايا الاتفاق النهائي الخمس، أيضاً مهام التسويق والترويج للاتفاق، وإكمال هياكل الحكم والاتفاق على الدستور وإقناع باقي أطراف السلام للتوقيع إضافة إلى إقناع باقي قوى الثورة للانضمام.
ـ هل هناك كتلة انضمت اليكم بعد التوقيع؟
لا، نحن لا ننتظر التوقيع من الكتل، بل من الأحزاب والحركات والمنظمات والأجسام على انفراد لأن التوقيع ليس تحالفاً على أساس الكتل السياسية، بل اتفاقاً بين أجسام منفردة كل واحدة على قدم المساواة مع الأخرى.
ـ هناك كتل اعترضت على وجودها واتهمت من وقع باسمها يمثل نفسه كيف تعاملتم معهم؟
لم توقع أي كتلة عدا تجمع المهنيين، وكل جهة وقعت تتحمل مسؤوليتها وعليها حل مشاكلها الداخلية بنفسها.
ـ لماذا تم التوقيع في هذا التوقيت هل بسبب التدخلات الخارجية؟
لأنه التوقيت الذي وصلنا فيه إلى أن الاتفاق هو أفضل الحلول للجميع، عمل الانقلاب طوال عام على القضاء علينا وعملنا نحن على إسقاطه وبعد أكثر من عام وصلنا إلى حل وسط وصفه فولكر بأنه ليس مثالياً، ولكنه أفضل الخيارات للطرفين.
ـ ما هي الضغوطات التي مارستها الآلية على رئيس المجلس السيادي؟
الله أعلم.
في ظل الرفض الواسع للاتفاق ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم كمركزي الحرية والتغيير؟
أبرز التحديات هو المضي قدماً فيه وعدم التردد، سواء في معسكرنا أو في ثكنات الجيش، هناك من ذهب إلى هذا الاتفاق وفي نفسه شيء من حتى، لذلك التحدي الأكبر هو المضي قدماً.
ـ ما هي الأسباب التي أدت إلى انسحاب بعض الكتل من التوقيع؟
لم تنسحب أي كتلة من التوقيع، بل رفضت ثلاثة أحزاب التوقيع ولكل واحد أسبابه، البعث لا يثق في المكون العسكري، حركة (حق) تنتظر الاتفاق النهائي والناصري رفع شعار التغيير الجذري.
ـ كانت هناك مشاورات مع الحرية والتغيير التوافق الوطني بغرض توسيع المشاركة لماذا وقعتم؟
ليست لدينا مشاورات مع هذه الكتلة، لدينا مشاورات مع حركة تحرير السودان مناوي وحركة العدل والمساواة وليست مع كتلة لا علاقة لها بقضايا التحول الديمقراطي.
ـ لماذا تم تأجيل بعض القضايا خاصة وأنتم تتحدثون عن تفاهمات واسعة بينكم؟
من أجل الوصول إلى اتفاق بعد تشاور واسع.
ـ ما هي خياراتكم للقوى الرافضة؟
بل ما هي خياراتهم؟
ـ هل ورش مناقشة اتفاق السلام ستوسع من الدائرة وهل هي كرت ضغط؟
نأمل ذلك، ولسنا بحاجة للضغط في قضايا السلام.