انتقال الماشية.. الأمراض والتغول على المراعي.. المخاوف الدائمة

الخرطوم: علي وقيع الله
تبدو حركة القطيع وتنقل الرعاة بين دول الجوار محكومة بوجود القبائل على المناطق الحدودية بين السودان وإريتريا وإثيوبيا، فضلاً عن مشاركتها للخدمات البيطرية والصحية المقدمة، خاصة أن ولاية كسلا إحدى ولايات شرق السودان تأثرت بشكل كبير من النزاعات الإثيوبية الداخلية التي نتجت عنها هجرة كبيرة للولاية، الأمر الذي انعكس سلباً على كل الحياة خاصة في الجانب الاجتماعي، سيما أن بعض المخاوف تعلي من احتمالية دخول ماشية مريضة للولاية بعد جلب اللاجئين لماشيتهم، وكان وفد وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية برئاسة مفوض وزارة الثروة الحيوانية لدى منظمة الإيقاد عضو الآلية الوطنية لدعم الإيقاد بمجلس السيادة الانتقالي الدكتور حسن علي عباس العجب، اختتم زياراته التنويرية لولايات الشرق وآخرها ولاية كسلا، ليصبح الغرض من ذلك ترسيخ حرية التنقل بين الدول، بعيداً عن المساس أو المخالطة بين السلالات والتغول على المراعي بين بلدان الإيقاد.
مسألة المسارات
وأوضح خلال لقاء الوفد والي ولاية كسلا بالإنابة عادل عثمان علوب أن الزيارة بغرض تنوير إدارة الثروة الحيوانية والإدارات الأخرى بوزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية والجهات ذات الصلة بالولاية ببروتكول إيقاد حول حرية تنقل الماشية بين دول الإيقاد، وبحث والي كسلا لدى لقائه بالوفد الجوانب المتعلقة بالبروتكول، بما في ذلك مسألة المسارات وإمكانية تخريطها وتسجيلها للحد من التعدي الزراعي عليها، وبدوره أكد الوالي بالإنابة، أن الولاية تأثرت بشكل كبير بالنزاعات الإثيوبية الداخلية مما نتج عنه هجرة كبيرة للولاية وانعكس ذلك سلباً على كل حركة الحياة خاصة في الجانب الاجتماعي، كما أبدى تخوفه من احتمالية دخول حيوانات مريضة للولاية خاصة أن اللاجئين جلبوا معهم المواشي.
وأكد رئيس الوفد حول هذا الصدد التزام الوزارة الاتحادية بتوفير خدمات بيطرية متكاملة على طول هذه المسارات لتقديم الخدمات للرعاة المتنقلين في المسارات ونقاط العبور، بالإضافة للتنسيق مع وزارة الصحة حول كيفية توفير الخدمات الصحية في المسارات عبر الاستفادة من البرامج التي يمكن تنفيذها عبر “منصة الصحة الواحدة”، كما تطرق اللقاء إلى الجوانب المتعلقة بكيفية إنشاء الحفائر بالاستفادة من المياه والبرامج القائمة حالياً تحت رعاية وزارة الثروة الحيوانية فضلاً عن إعادة البرامج التعليمية للرحل وأبنائهم المتنقلين عبر الحدود، وقال رئيس الوفد إن المطلوب من الولاية تحديد المسارات والتخريط وتسجيل المسار وقانونيته لضمان عدم التعدي، والعمل على كل ما يمنع الاحتكاكات بالمسارات، تفادياً لما حدث في ولايات أخرى من اقتتال حول المراعي، وأردف: “لا نريد أن تكون كسلا دارفور أخرى في خاصرة الوطن”، وشدد على ضرورة التشاور حول بنود البروتكول الخاصة به بعد التوقيع عليها من السودان بصورة كبيرة تضمن وصول المفاهيم المتعلقة بالبروتكول إلى كل الجهات المعنية بتنفيذ البروتكول من أطباء بيطريين ورعاة وجهات أخرى ذات صلة من الأجهزة الأمنية ومفوضية الحدود، وعقد الوفد اجتماعاً تنويرياً للأطباء البيطريين وممثلين للرعاة والجهات ذات الصلة للتفاكر حول وضع آلية محكمة للتنفيذ وكيفية التنسيق بينها لضمان التنفيذ الأمثل لبنود البروتكول على أرض الواقع، معرباً عن أمله في أن تخرج مجمل المشاورات بالفوائد المطلوبة وهي معرفة أماكن الضعف، والمشكلات التي تحدث نتيجة للتنفيذ الخاطئ للبروتكول.
تأهيل المراعي
من جانبها أشارت مدير الإدارة العامة للثروة الحيوانية بولاية كسلا الدكتورة، منار محمود عبد الخير، إلى الآثار المترتبة من حركة القطيع وتنقل الرعاة مع دول الجوار بحكم وجود القبائل على المناطق الحدودية بين السودان وإريتريا وإثيوبيا فضلاً عن مشاركتها للخدمات البيطرية والصحية المقدمة، وأمنت منار على أهمية البرتوكول والفوائد التي ستتحقق من خلاله والتي ستكون إضافة حقيقية لوضع المراعي بالولاية وكل مايتعلق بالحيوان والرعاة ودعمه للخدمات البيطرية وتأهيل المراعي، وأكدت دعمهم لتنفيذ هذا البروتكول وكل البرامج المصاحبة له.
صعوبة السيطرة
من جانبها أشارت مدير إدارة المراعي والعلف بولاية كسلا، نجاة محمد عثمان، إلى الصعوبة التي تواجههم في السيطرة على دخول الماشية من دول الجوار، وعزت ذلك لقلة المعابر الجاهزة وطول الحدود، مشيرة لمقترح آلية بينهم وإدارة مكافحة التهريب في هذا الصدد.
كما أشارت مدير صحة الحيوان د. هاجر سليمان لوجود نقاط رقابة، إلا أنها أكدت الحاجة لزيادة الكادر العامل وتأهيله فنياً للعمل.
شريح الرعاة
وأعلنت رئيس قسم وحدة المتابعة والتقييم بالإدارة العامة للمراعي والعلف الاتحادية دكتورة هند سعيد صبار، دعمهم لبرنامج إعادة تأهيل المسارات بالتنسيق مع ولاية كسلا، وأكدت أهمية النزول إلى أرض الميدان، وقطعت بأن البروتكول يخدم شريحة الرعاة، وشددت على الاستفادة منه ومن البرامج ذات الصلة، لافتة إلى التزام الولاية بتحديد وتخريط المسارات وبرنامج إعادة الغطاء النباتي للمناطق الحدودية بنثر بذور نباتات المراعي المنقرضة وعمل مسورات رعوية تساعد في حل المشكلة.
تنظيم الماشية
وقال ممثل الرعاة بولاية كسلا، العمدة علي آدم إن مساحات المراعي كبيرة والحدود بين إرتريا غير معلومة، مشيراً لصعوبات تواجههم في استخدام مسار (عواض)، مؤكداً أن هناك مسارات أخرى يتم استخدامها، مبدياً ارتياحه للبروتكول لجهة أنه ينظم حركة مرور الماشية بين الدول، ونوه إلى أن الرعاة أصبحوا هم من يعتدون على المراعي من خلال الزراعة أسوة بالمزارعين.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب