صينية الأزهري.. إعداد: إبراهيم عبد الرازق

 

(كيت… خيط… هيت.. السودان الوطن الواحد والمتعدد .. كم حبيت) محجوب شريف

***
شارة مرور
تطلقها اليوم الممثلة بلقيس عوض
أحزابنا السياسية تنأى بصورة لافتة عن القضايا الثقافية، لا مسرح ولا موسيقى ولا دراما، ولا حزب واحد، في وقت ظلت هذه الأحزاب جميعها تنتقد النظام المباد طيلة ثلاثين عاماً، وتتهمه بمصادرة الثقافة السودانية وإحلال ثقافة بديلة!

***

بروف التوم.. الرجل الذي حارب السكري!
أم درمان: علي يوسف تبيدي
احتفائية مهيبة ذات مغزى إنساني كبير انتظمت بمجمع الملازمين الطبي للسكري والغدد الصماء بمبادرة قيمة قام بها البروفيسور العالم محمد علي التوم عن اليوم العالمي للسكري مثلت حشداً نادر الصورة والتكرار من النطاس محمد علي التوم استشاري أمراض الباطنية والسكري والغدد الصماء، يا لها من احتفائية لا تنسى ارتكزت على أسس علمية وركائز عظيمة تضرب في وتر فخيم يمس المجتمع السوداني الذي صار في هذا الزمن العصيب يتعرض إلى قساوة مرض السكر اللعين بعد أن أصبح العدو الأول للإنسان حيث أصبح ضحايا هذا المرض العضال تزداد أعدادهم يوماً بعد يوم الشيء الذي جعل البروف محمد علي التوم يلتقط القفاز في حيوية وبسالة ومسؤولية مهنية ووطنية من أجل سبر أغوار هذا المرض المخادع الذي يدلق شبح الموت والهزال للعديد من المرضي في مجتمعنا الحالي.
ها هو البروف محمد علي التوم يبني آليات علاجه العلمي المتطور لمرضى السكري على النوافذ الآتية، فهو يحدد المقابلات المبرمجة للمرضى، ثم يقوم بإجراءات قياس ضغط الدم حتى يتسنى وضع العلاج في أول الطريق الصحيح من خلال الإرشادات والتوعية، ثم تأتي مرحلة الأدوية المجانية التي تدق على وتر محاربة الغلاء الفاحش الذي يعتريها فضلاً عن عمليات كشف هذه الآلية الطبية الحديثة لها مردود واضح في الوصول إلى النتائج الفاعلة في علاج المرض الفتاك.
لا يمكن تناسي المكانة الرفيعة التي يتسيدها البروف محمد علي التوم في سوح المجتمع، فهو قد شارك المطرب طه سليمان كسفير للنوايا الحسنة علاوة على حضوره الدائم في المؤتمرات والندوات والورش العلمية ودوره الإنساني في قضاء حوائج الذين يشتكون من ضيق ذات اليد.
سيرة البروف التوم تمثل جداراً عالياً من شخصية طبية قطعت شوطاً كبيراً في بحر الإنسانية والعمل الخيري أدى إلى وضع البسمة والفرحة في قلوب وأفئدة المرضى والمحتاجين في زمن قاسٍ لا يرحم فهي سيرة تعتبر لوحة عظيمة تتدثر بالمجد والسؤدد ستبقى نبراساً متوهجاً لرجل استثنائي قاتل مرض السكر بأسحلة العزيمة والعلم والإنسانية.

**

محمد وردي: شرفت الغرام والتاريخ!
كتب: حمد حسب الرسول علي
وبدأت أكتب عن النافورة وأم درمان والشاعر الفنان التشكيلي صاوي عبد الكافي شاعر المنديل لسيد خليفة وأمير الحسن وحبيب القلب
بعد أن شاهدت رجلاً يبكيه بحرقة في موقف السبيل أمبدة جوار قهوة العامل الخالدة، ولكن تذكرت أول يناير والعبقري وردي وقفزت الى مشاعري:
يا نيلنا يا أرضنا الخضراء
يا حقل السنا
يا مهد أجدادي ويا كنزي
العزيز المغتنى
اليوم نرفع راية استقلالنا
ويسطر التاريخ مولد شعبنا
أحسست بأنني لم أرددها وحدي، بل رددها من خلفي التاريخ، النخيل والجبال، المعابد والتبلدي ونهر الجور، صباح حلفا ونجوم كوستي وليل رومبيك وسحر الخرطوم رددوها من خلفي بعنفوان.
كرري تحدث عن رجال
كالأسود الضارية
خاضوا اللهيب وشتتوا
كتل الغزاة الباغية
ما لان فرسان لنا
بل فرَّ جمعُ الطاغية
لم نُهزم ذلك الصباح، ولكنها مدافع المكسيم سلاح الجبناء الغازين، ونشيد الاستقلال لوحة خالدة من عبقري يصنع الجمال ويبث الروعة في ثنايا الكلمات فتذهب إلى القلوب والوجدان وتستقر هناك تتذوق حلاوة حب الوطن وجماله وتفرده وعذوبته.
وردي يجعل من الأشعار كائنات حية تمشي بين الناس تهب الأشواق والمحبة والدهشة وتكتب التاريخ.
وما زالت أرواح بعانخي وتهراقا وعلي عبد اللطيف والمهدي وود حبوبة وعبد الفضيل في ذاكرة الجمال ولم تبارح الخيال، من غيره يصنع كل هذا الألق والإبداع ويفتح شرفة التاريخ، فمن غير وردي يغني:
أجمل من فراشة مجنحة
على ضفاف المقرن الجميل
أغلى من نوارة مفتحة
ترقص تحت ذهب الأصيل
أغلى من رائحة النضال
لو أشم رائحة
في صبحك الجميل
يا فخر هذا الجيل
يا فخر ذاك الجيل يا وطني
ألم تر المقرن يأتي حافياً الى قاعة الصداقة ويعانقه بشدة باكيا، وفي يمينه القمر وفي شماله وشاح مطرز بالنجوم وفي وسطه عيون كل الشهداء والشرفاء تلمع عزة وكرامة وكبرياء من غيرك العبقري محمد عثمان حسن صالح وردي سليل الملوك من الملكة إيمان وبعانخي الى خليل فرح أحب هذا الوطن حباً لا نظير له وغنى:
لمن ترى أعزف أغنيتي
ساعة لا مقياس إلا الكمال
إن لم تكن أنت الجمال
الذي يملأ كاسي ويفيض الجمال
يا شرفة التاريخ
يا راية منسوجة من شموخ النساء وكبرياء الرجال
كنت وما زلت إلا ينابيع الجمال، وبعدك دخلت الأغنية السودانية بيت الحبس مع باصات بري والديوم والحلة الجديدة والفتيحاب ودخل معهم تاكسي عم خير السيد الأمدرماني العريق
أطل علينا الاستقلال ومدارسنا علب ساردين بلا نكهة ولا ميادين ولا خضرة ولا حميمية، ومشاعرنا خواء وبعض السادة الجدد يشتتون الأموال على القونات اللائي لا أعرف من أين تطلع أصواتهن، على أي حال لا تخرج من حناجرهن ربما من مكان آخر.. ربما صرنا نشمئز من الغناء ونكرهه وهل يُكره الغناء يا وردي؟ شفانا الله من هذه الحالة المتأخرة وجدانياً، فقد أضنانا التلوث السمعي وأرهقنا وغرس في أعماقنا الشجن.
جاءت ذكرى الاستقلال ومستشفياتنا استديوهات سينمائية تتلاصق زخارف كاذبة وديكورات بدون أدوية وعلاجات شافية في متناول الشعب المقهور، وقد كنا نتعالج في مستشفيات مجاناً ونأكل فيها مجاناً ويتفقدنا الأطباء بمحبة ووسامة وابتسام.
أين نحن الآن والى أين؟؟
الله يلطف بنا
الجرح عميق
نواصل

***

بحث أكاديمي عن دور صحافة السلام في السودان
أجازت لجنة علمية بكلية الدراسات العليا بجامعة بحري البحث المقدم من الطالب مرتضى شطة الذي حمل عنوان (دور صحافة السلام في نشر ثقافة السلام في السودان)، والمقدم كبحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في دراسات السلام والتنمية؛ حيث أشاد رئيس لجنة المناقشة البروفيسور عبده مختار بالبحث واصفاً إياه بأنه أول بحث يتناول موضوع صحافة السلام في السودان؛ فيما أعربت الدكتورة ريم موسى مديرة مركز دراسات السلام والتنمية بجامعة بحري عن سعادتها بتطرق الباحث لهذا المجال الذي يعكس إسهام المركز في تعزيز ثقافة السلام في المجتمع السوداني مشيدة بتجربة وخبرات الباحث العملية في مجال الصحافة التي مكنته من تناول الموضوع بعمق.
من جانبه أشار الدكتور فايز عمر جامع المشرف على البحث إلى أهمية مفاهيم وتطبيقات صحافة السلام التي تناولها البحث في محاربة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي في السودان.

////

مزيكا وبلوتيكا
إبراهيم عبد الرازق
الخروج عن السلم!
_ احتفل السودانيون برأس السنة الميلادية، رغم عدم توفر أب مقوم للاحتفال، لكنهم اختلسوا بعض لحظات للفرح اخترقوا لها الجو المتوتر (بضع لحظات سراع)
_ لا أعتقد أن الناس في بلادي يهتمون برأس السنة أو ذيلها، بقدر ما هم بحاجة للتعبير وفك حالة (الحال الحرن) الذي لم يعلن عن قرب زوال حرنته (نمة فرح أسعد مشاعري وهدهدا)
_ اللافت أن الناس باتوا يعبرون عن مشاعرهم بصورة كبيرة من الانفعال، أزيد من ذي قبل، لا سيما في التفاعل مع الأغاني، صحيح السودانيون عرفوا أنهم يعيشون معاني الغناء والموسيقى، لكن مؤخراً زاد سقف هذه المعايشة بزيادة وتنوع صنوف المعاناة واستمراها.. (في الزمن المكندك والحزن الإضافي).
_ وأصبحت هناك حالة أقرب للعنف في التعامل مع الغناء من قبل المطربين والمستمعين، تنوعت مظاهرها في الوقوف والرقص الهستيري والهرولة أحياناً، والمشهد يتكرر في عواصم ومدن العالم (يا غنانا المشتهنو.. ياني موعود بي زمانك.. بي مواقيتو البرنو)
_ نعم ازدهر سوق الغناء بغثه وسمينه، الكل يهرب إلى الموسيقى، ففي كل عاصمة شخص ما يسبب للناس الحزن ويقمعهم ويحول بينهم وكل أسباب أدوات الفرح (ما خلا فينا سبب للبسمة والأفراح…) وعليه (ما فضل يا ناس.. غير أغنياتي….) أغنيات رائجة!
(الحزن القديم)، (الحزن النبيل)، (بخاف)، (بعد الصبر)
لحن الختام:
نحنا سافرنا وبعدنا…
ما عرفنا هواك بعدنا…
وما عرفناك من بعدنا…
وكل ملاقاتنا فتنة..
الفؤاد حنا ولفتنا…


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب