أبجورات وشيالات.. تشكيل “القرع”..الفن يوظف ثمرة الوديان
الخرطوم: علي الطاهر
حينما تجد تشكيلاتها التي تتلألأ داخل المنازل أو المعارض، تعتقد في بادئ الأمر إنها نجوم أو مجموعة من الثريا، ولكن حينما تتمعن في تلك التحف الفنية البديعة تجدها عبارة عن “قرع” تم توظيفها بأيدي التشكيليين والنحاتين وتحويلها إلى لوحات ذات فائدة عظيمة..
والعملية الفنية البارعة في تشكيل “القرع” تلك النبتة التي تثمر على كيفها في وديان ولايات السودان المختلفة، لم يتم توظيفها فقط في شكل أبجورات ترسل ضوءاً خافتاً من خلال فتحاتها المصممة بدقة، وإنما استخدمت في عدد من الأعمال الخدمية داخل المنازل والمكاتب مثل “شيالات” تقديم الحلويات، المخبوزات والمعجنات، كما تصمم مجسمات وأشكال فنية مع فروع الأشجار الجافة..
ويقول حسن أحمد الذي يقوم بتوظيف “القرع” في تحف فنية: كان “القرع” في الماضي يتم استخدام القطع الصغيرة منها أدوات منزلية مثل كأسات شراب الماء، ومغراف العصيدة إلى جانب استخدام الكبير منها في جمع المحاصيل وبعض الاحتياجات بيوت الريف خاصة “البخسة”، التي (يهز) فيها اللبن الرايب لاستخراج “الزبدة”، ولكن بعد ذلك بدأ يوظفها الفنانيون لوحات وأشكال فنية مختلفة تعكس قيمة التراث الشعبي وثرائه..
وعن مراحل تحويل القرع لتحف فنية يقول “حسن”: لكل فنان أفكار في تشكيل القرع وتحويلها لتحفة، ولكن الجميع يقوم بجلب أشكال متعددة من القرع وتنظيفها، ثم استخدام الأزاميل والمشارط لتقطيعها وثقبها وبعد ذلك توظيف لمبات الإضاءة بألوانها داخل القرع، وهناك مجموعة تقوم بتنظيف القرع وطلائه بالبولش واللماع، والأهم في ذلك هو المحافظة على لون القرع الطبيعي..
وباتت منتجات “القرع” فناً يهتم به مجتمع المدينة، لذلك أصبحت تغزو المعارض الكبيرة، ومعارض التراث الشعبي حيث تجد هذه الأعمال الجميلة إقبالاً واهتماماً كبيراً وسط السودانيين والأجانب معاً..
