فوق أنقاض الاتحاد.. “نقابة” الفنانين تعزف مقطوعة لحن ديمقراطي..
اليوم التالي – علي الطاهر
فوق أنقاض اتحاد المهن الموسيقية، الذي تم هدمه بالإجماع، جرت عملية اقتراع فريدة، تسابق فيها الفنانون والعازفون معاً نحو صناديق الترشح، واختاروا رئيساً هذه المرة باسم جديد “نقيب” بعد أن عزفوا مقطوعة لحن ديمقراطي غابت عن ديارهم أكثر من ثلاثة عقود..
وحسب العملية الديمقراطية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي؛ فإن نتائج صناديق الاقتراع أفرزت أسماء غالبيتها شباب؛ مما يؤكد أن الفنانين لم يبدلوا جلد “الاتحاد” فقط، وإنما يعملون – عبر “النقابة”- لإحداث نقلة نوعية في عمق الوسط الفني من أجل تغيير حقيقي يرتقي بالفن للمستوى المطلوب، بعد أن شهد في الفترات الأخيرة تدنياً ملحوظاً كاد يصل درجة الانحطاط..
وفي الهيكل الجديد للنقابة جلس الفنان “نجم الدين الفاضل” على مقعد الرئيس بجدارة، فيما تبادل الكراسي داخل المكتب التنفيذي عدد من الوجوه الشابة على رأسهم الفنان “عمار بانت”، والعازفون التاج ساكس – شوقي عبدالرحمن – إسماعيل عبدالقادر “ابرأس” ، الدكتور وليد الجاك – الموسيقار محمد حامد جوار – الموسيقار المخضرم جبريل فضل المولى – الفنان عاصم البنا – الموسيقار محمد أبوسريع – عازف الإيقاع علي توتي وعازف الأورغ بلال بابكر..
خيار الجمعية العمومية للفنانين وحراك المهن الموسيقية المختلفة يسعى جاداً لتسمية الجسم لنقابة بشكل رسمي قبل سد الثغرات والثقوب للحد من تدفق الظواهر داخل الوسط، وتنقية بيئة الغناء وتجويد منتجاته المختلفة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الحركة الفنية في البلاد..
وبعد إعلان النتيجة تبارى كبار الفنانين والموسيقيين في وصف الحدث الديمقراطي، والتفاعل الكبير، وقال الدكتور “عبدالقادر سالم” إنه سعيد بهذا الحراك، رغم أنه ابتعد عن العمل الإداري الذي أثر على صحته ونشاطه الفني، أما الفنان “سيف الجامعة” الذي أكد إعجابه بالحضور ونجاح الجمعية العمومية التي جاءت بروح ديمقراطية تمنى أن يشهدها في المجالات الأخرى ..
قد يكون غياب الأسماء النسائية الناعمة ترك علامات استفهام، ولكن الحضور الشبابي الذي ملأ القوائم، وغطى ذلك القصور النوعي، فقد ظهر على المسرح الفنان الشاب محمد عيسى – بكري المغربي – عبدالكريم ابوطالب – الصادق شلقامي – هبة أمير – أمير حلفا – مرتضى حسن وحسن صبره..
وتوجد فوق منضدة المجموعة الجديدة عدد من الملفات المهمة أبرزها إعادة نقابة الفنانين بعد الإجماع على ذلك خلال الجمعية العمومية، وكذلك مراجعة العضوية وسحب الثقة إلى جانب تفعيل عمل اللجنة الثقافية المرتقبة للمحافظة على النجاحات التي تحققت.
