الخرطوم – أبو الكنزة
“الترس” قضى سنتين فقط، قبل أن يغادر قائمة مصطلحات الشباب لصالح “مكنة” ذلك اللقب الذي يطلق على الشخص الشهم والشجاع، والذي غزى المجتمع السوداني، وأصبح لغة ينطق بها لسان الصغار والكبار معاً، ولم يتعد عن عالم النساء والنواعم..
انتشر مصطلح “يا مكنة” وسط الشباب أولاً، وهو وصف ضمني للشخص الشهم الذي يقوم بالواجب كاملاً تجاه الآخرين بشجاعة، وينتزع الاحترام والتقدير في كل المحافل، ولم يتوقف اللقب عند هذه الشريحة، بل بات جزءاً من لغة المجتمع يتداولها يومياً في الأسواق، مواقف المواصلات، المكاتب، المؤسسات الحكومية – الجامعات والمدارس رغم أنها مصنفة ضمن لغة الشارع المعروفة بالرندوق..
ويقول الشاب “مدثر عبد الرؤوف” : إن كلمة “مكنة” التي ظهرت مؤخراً تعني أن الشخص يحمل صفات جيدة، وينال إعجاب واحترام وتقدير الجميع، وعادة ما تكون بين الشباب القريبين أو المتساوين في السن، وقد يكون الشخص فناناً، لاعب كرة، ممثلاً أو نجم مجتمع، وقبل مكنة كان هناك لقب آخر وهو يا “ترس” الذي بات اليوم غير متداول مثلما كان قبل سنتين..
ويقول الصبي “محمد علي ” ورفيقة ” “مؤيد خضر” المعجبين بكلمة “مكنه” إن اللقب يروق لهما كثيراً ويتمنيان أن تطلق عليهما لأنها صفة رائعة، وأكد “محمد علي” الذي يدرس في الصف السادس، أنه كتب على حقيبة الدراسة مكنة، وزملاؤه في الفصل يطلقون عليه هذه اللقب، وأنه سعيد بذلك، أما مؤيد فقال إنها لغة يتكلم بها الشباب أكثر من الكبار، ويتعامل بها مع أصحابه في الحلة والمدرسة..
ويرى المتابعون أن استخدام مثل هذه المصطلحات وسط الشباب ظاهرة قديمة متجددة، ولن تتوقف، ففي كل حقبة يمكن أن تخرج من قاموس الشباب لغة جديدة أو كلمة تفرض نفسها على المجتمع تختفي لتفسح المجال لواحدة أخرى..
