الرواية السودانية تتفوق في المسابقات الروائية لعام ٢٠٢٢م

…… محمد هارون عمر…..

الرواية السودانية طفقت تبرز بصورة جلية من حيث الكم والكيف وتجلّى ذاك البروز في المنافسات العربية والأجنبية.. تعدد القوميات والإثنيات والثقافات يعطي فرصة للتميز والتفوق.. ثمّة أساطير وخرافات. وأحاجٍ.. وكرامات أولياء وخوراق.. حكايات تزخر بها تلك البقاع المتنوعة الملونة وهي التي تمدّ الروائي بمادة حكاية وقصصية متميزة، تنفح قيماً جمالية ومعرفية، وهي تسبي وتسحر وتجذب.. هذا الثراء المعرفي والأنثروبولوجي. غدا ثيماً قابلة لاندغام في النصوص لتثري تقنية السرد بكل ما هو مدهش ومذهل ومغرٍ؛ للغوص في عوالم تلك النصوص الغرائبية؛ لارتشاف راحها وشهدها.. وجد النُقاد والقراء العرب لذّة ومتعة ولو لا ذلك لما فاز هذا العدد المهول من الروايات وفي السابق كان قد فاز في. كتارا وهي أمّ وأهمّ الجوائز الروائية العربية، عمر فضل الله. علي الرفاعي وأمير تاج السر.. أما في هذا العام فقد حققت الرواية السودانية. فوزاً مستحقاً بعد المنافسة مع مئات الروايات العربية. فمن المنظور الاستاتيقي والابستمولوجي هي يانعة رائعة والدليل التفوق والتميز.. من الروايات الفائزة. جائزة توليولا الإيطالية العالمية فاز بها عاطف الحاج. جائزة الشارقة للإبداع العربي فاز بها أيمن بيك بروايته سفر الغراب. كذلك فاز عاطف الحاج بجائزة توفيق بكار بروايته نورس بهجرة سريّة. فاز أسامة شيخ إدريس بجائزة. راشد بن حميد برواية أمنيات مالحة. فاز عبدالقادر مضوي بكتارا بروايته بحر وحنين. وكذلك فازت تسنيم محمد طه بجائرة فريد رمضان بالبحرين بروايتها سهام أ رتميس.. ثم فاز حمور زيادة بالجائزة التقديرية للأدب العربي من معهد العالم العربي بباريس. وأخيراً فازت الروائية فاطمة قنديل بجائزة نجيب محفوظ عن روايتها أقفاص فارغة. الملاحظ أن كُلّ الفائزين من المغتربين والمهاجرين.. مائة في المائة من الفائزات والفائزين خارج الوطن.. هل لأنهم متميزون متفوقون والذين في الوطن دون. ذلك.. كلا حتى المهاجرين كانوا بالداخل تتلمذوا على يد البيئة الثقافية المحلية بمحضنها الثقافي الثري.. بعد أن نضجوا وقوي عودهم هاجروا وسافروا عامل مهم هو المغترب نون يعلمون. جيداً عناوين تلك المسابقات والشروط وهم يبادرون بإرسال نصوصهم الجاهزة المدققة وهذا ما يعوز الروائي بالداخل.. بعضهم لا يستطيع جمع نصه بالحاسوب، نتيجة لراحية البؤس.. هنا في الداخل ما أكثر المبدعين والمبدعات! ولكن اختناق عملية الطباعة والنشر تحول دون تحقيق طموحاتهم، أمّا بخصوص التقديم للمنافسات الخارجية فيمكن لجمعية الروائيين السودانيين أن تجمع المعلومات عن هذه الجوائز شروط التقديم وعناوين المواقع وزمن التقديم.. عندئذ يمكن أن يتقدّم روائيو وروائيات الداخل لتلك المنافسات كما فعل الأستاذ علي الرفاعي الذي فاز بجائزة كتارا من مسقط رأسه بشمال السودان.. لا يمكن مقارنة روائيي الداخل بالخارج من حيث العدد، يمكن أن يفوز ضعف العدد الذي فاز إذا تقدْم روائيو الداخل.. حتماً سيفوزون بعد أن كثرت تلك المنافسات.. عائدها المعنوي والمادي مغرٍ ومجزٍ. وهي تمثل محفزاً ومشجعاً للكتابة. وللطباعة والنشر.. حقيقة ثمة عوامل تعوق الذين في الداخل.. ولكنهم الآن ينشطون ويطبعون على حسابهم الخاص في ظروف قاسية.. وهذا هو التصميم عينه الذي يفضي للنجاح، فوز هذا العدد الكبير في عام ٢٠٢٢م. يؤكد الريادة للرواية السودانية وحتماً ستستشرف آفاق العالمية. بعد أن دشنها الروائي الكبير الراحل الطيب صالح. حيث دوزن ودوّن في سجل الإبداعات العالمية الرواية السودانية بأحرف من نور. وللأجيال الجديدة تقتفي أدراجه، وتسلك مسلكه لتصل لتلك القمم السامية السامقة، ولتنهل من كوثر العالمية. .ليظل علم الأدب السوداني خفاقاً مرفرفاً في المحافل العربيّة والعالميّة.

وفي الختام لابد من كلمات الثناء والإطراء والتهانئ لكلّ الذين فازوا عن جدارة وهم جديرون وخليقون بالاحتفاء والاحتواء، إذا عادوا إلى دوحة الوطن، فجرس جاهزة لتكريمهم وآخر الذين احتفت بهم هي الأستاذة تسنيم طه الفائزة بجائزة فريد رمضان بالبحرين، احتفالات جرس محفّز ومشجّع وشاحذ للهمم لكلّ من يضع لبنةً في صرح الرواية السودانية.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب