مجلس التخصصات الطبية.. سد العجز في الأداء والانتشار

مجلس التخصصات الطبية.. سد العجز في الأداء والانتشار

هجرة الأطباء تمثل واحدة من المهددات

يعتبر المجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية المؤسسة الوحيدة للدراسات والتخصصات الطبية والصحية والمهنية في السودان وهو بحكم القرار الجمهوري الصادر في العام 2001 الجهة الوحيدة المخولة بمنح شهادات التخصصات الطبية والمهنية التي تؤهل الخريجين للعمل كاختصاصيين واستشاريين لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين.

والمسؤولية الكبيرة الوطنية والاجتماعية والأخلاقية التي تحتم على المجلس القيام بدوره كاملاً في تغطية وسد الحوجة لمواجهة النقص في الكادر الطبي من جميع التخصصات كان لا بد للمجلس أن يوضح المعايير التي تؤهل الخريجين لأداء مهامهم كما حق له عكس جميع الأنشطة والإشكالات التي تواجه المجلس للقيام بهذه المهمة الأمر الذي دعا المجلس لقعد مؤتمر صحفي يوضح فيه خطة المجلس لتغطية مطلوبات سوق العمل الداخلي والخارجي بمركز طيبة برس..

 

الخرطوم: النذير دفع الله

المعايير والجودة ..

الأمين العام لمجلس التخصصات الطبية الدكتور أحمد فرح شادول قال إن المجلس درج على تنظيم هذا النشاط مرتين في العام ولكنه أتى مختلفاً هذا العام حول متطلبات سوق العمل مضيفاً أن مهنة الطب والصحة لم تعد مهنة محلية وإنما عالمية يتم الالتزام فيها بكل القوانين والأعراف حتى تكون جزءاً من العالم.

وأشار شادول الى أن الوضع العالمي حتم علينا الالتزام بالمعايير لأجل المنافسة إقليمياً وعالمياً وهو الأمر الذي التزم به المجلس منذ إنشائه كاشفاً وجود قيمة ورغبة كبيرة للأطباء السودانيين في الدول العربية والأوروبية وذلك لالتزام المجلس بالمعايير في إعداد للمناهج مما زاد الطلب على الكوادر الصحية مبيناً أنه بعد جائحة كورونا أصبحت المنافسة كبيرة لابد من الالتزام بالموجهات العالمية والمحلية، مؤكداً أن الطبيب السوداني مرغوب بصورة عالية في دول الخليج، وفقاً لمعايير التدريب التي لابد من المحافظة عليها كما توجد حوجة داخلية للأطباء في الولايات بالرغم من وجود بعض المحفزات للاختصاصي بالولايات إلا أن هجرة الأطباء أصبحت عالية وتمثل واحدة من المهددات في السودان.

وشدد شادول على أن المعايير التي ينتهجها المجلس للمنافسة في سوق العمل تعتمد على نوعية المناهج التي تضم (60) تخصصاً منها (14) زمالة من التخصصات الدقيقة وتتعامل بمعايير محددة عالمية.. وقال شادول عن قيام المجلس بمراجعة 2922 من المناهج وتحديث 60 منهجاً، وإجازتها وفقاً للمعايير العالمية، موضحاً وجود سبعة مراكز للتدريب في الخرطوم وعدد من المراكز في الولايات مما يعتبر فرصة لممارسة واكتساب المهارات كما فتح السودان عدد من فرص التدريب في الجامعات العالمية بالإضافة لتحويل الامتحان من ورقي إلى إلكتروني.

وجدد شادول أن التدريب يجعل الشخص أكثر انفتاحاً على الراهن ومعرفة كل ما هو جديد على المهنة والتخصص. مبيناً زيادة عدد الزائرين للمجلس من الدول الأخرى لإجراء الامتحان فقد وصل إلى 47 ممتحناً خارجياً من مختلف الدول والمؤسسات التي تطابق عمل المجلس فضلاً عن التركيز على الشراكات الخارجية والاعتراف الدولي وفتح فرص للتدريب وتوقيع مزكرات تفاهم بين عدد من الجامعات الدولية.

وأشاد شادول بالكوادر السودانية في مجال الصحة القبالة وزيادة نسبة الطلب عليها بالإضافة للوجه المشرق الذي يقوم أصحاب هذه التخصصات خارج السودان في دعم المهنة والبلد والمجلس في المناهج والبحوث فقد قدموا عملاً كبيراً ودعماً غير محدود مما دعا لتحديث عدد من القاعات لاستيعاب المحاضرات عبر الشبكة العنكبوتية. كاشفاً أن عدد الناجحين في امتحان التخصصات في العام 2020 بلغ 1700 مقارنة مع العام 2022 بـ1469 من الخريجين.

كما تم ابتعاث عدد (459) متدرباً إلى أيرلندا في العام الماضي وهذا العام تم قبول (33) متدرياً سيغادرون الأيام الماضية بالإضافة لتشكيل (6) مجالس منها (4) زمالة والآن لدينا عدد (14) تخصص دقيق و(4) زمالة لذات التخصص.

وأكد شادول أن كل هذه الإنجازات تمت بناءً على معايير الجودة والحاكمية والمراجعة وتحديث قانون المجلس والامتحانات والتدريب. بالإضافة لمركز التطوير الطبي الذي به خمسة أقسام واللجان المركزية الحاكمة التي تحوي خبراء من مختلف التخصصات لتطوير الأداء في المجلس فضلاً عن البحوث والنشر واعتماد مراكز التدريب المؤسسي والبرامجي..

 

توطين العلاج..

رئيس مجلس التخصصات الطبية بروف محمد المكي أحمد قال إن الدراسات الطبية في السودان قديمة قدم التاريخ فهي منذ العام 1953 والتي كانت في أمراض النساء والتوليد في جامعة الخرطوم. مضيفاً أن شهادات المجلس معتبرة في الخارج ولكن هجرة الكوادر تمثل أزمة حقيقية، فالأطباء السودانيون في الخارج يتم قبولهم بالشهادات الجامعية فقط دون شهادات الخبرة

كاشفاً أن الولايات تعاني كثيراً من عدم وجود اختصاصيين سيما وأن 70% من نواب الاختصاصيين طبيبات مما يتطلب وضع خاص لهن في الولايات على الرغم من الامتيازات الكبيرة التي تقدمها بعض الولايات للأطباء وناشد بإعادة الانتداب الخارجي للأطباء بعد قضاء فترة أربع سنوات في الأقاليم.. وطالب المكي المرضى الذين ينوون العلاج بالخارج عليهم العلاج بالداخل فالأطباء السودانيون يمتازون يقدرٍ عالٍ من المهنية مناشداً ولاة الولايات بتحمل مسؤولية الحقل الطبي في الأمومة والطفولة..

تأهيل الكوادر..

أمين الشؤون العلمية بروف شادول قال إن أهم ما في الطب تهيئة الأطباء لتقديم خدمة مميزة مضيفاً من أهدافنا توطين العلاج بالداخل، كما يوجد شباب واعين ويعملون في ظروف حرجة لتقديم خدمة أفضل، ونفى شادول بعض الأقاويل المتعلقة بصعوبة الامتحانات التخصصية، ولكن الامتحانات أصبحت فناً ولن نتنازل عن منهجنا في طريقة الامتحان سيما وأن المجلس هو الجهة الوحيدة المخولة لها إصدار الشهادات الصحية للأطباء، كاشفاً أن عدد الكليات الطبية في السودان بلغ 107 كلية منها 60 كلية خاصة والبقية كليات حكومية

يتخرج فيها حوالي 9 آلاف طالب سنوياً معظمهم من الطبيبات يتم تخصص ما بين 3 – 4 آلاف في العام 2022 من جملة هذا العدد مما يتطلب بقدر الإمكان المحافظة على مستوى المجلس عالمياً، وقال: بعد منح الطبيب شهادة المجلس ودخوله سوق العمل مروراً بمرحلة تدريب مكتملة يتم استيعاب 45% فقط منهم ضمن الوظائف الحكومية، بينما لا يمكن إجبار أولئك الذين آمنوا على نفقتهم الخاصة للعمل في أي مكان أو العمل في الداخل..

 

اضطرابات نفسية..

بروف عبد الغني الشيخ رئيس مجلس تخصصات الطب النفسي قال إن المجلس يضم (150) متدرباً لمدة أربع سنوات يحصلون بعدها على الدكتوراة السريرية في الطب النفسي يعملون في المراكز الأساسية في الخرطوم وثلاثة مراكز تدريبية في الولايات بالإضافة للمسؤولية المجتمعية التي يقوم بها المجلس التخصصات الطبية باعتبار أنه المؤسسة الأكاديمية الوحيدة التي تمنح شهادات للأطباء لا بد له من القيام بدوره تجاه المجتمع واستشعاراً منه سير تخصص الطب النفسي قافلة طبية نفسية هي الأولى من نوعها في ديسمبر الماضي للولاية الشمالية تهدف لقيام عيادات نفسية لعلاج الاضطرابات وكبار السن وتشخيص المتعاطين وصرف أدوية مجانية وعقد ندوات تثقيفية ومشاكل التعاطي والمخدرات والاكتشاف المبكر لاضطرابات ومعالجة الوصمة التي تمثل عائقاً كبيراً للمرضى وذويهم، بالإضافة للمساعدة في توطين العلاج النفسي في الولاية الشمالية..

جراحة الأطفال…

رئيس مجلس جراحة الأطفال بروف الطاهر بقادي قال إن جراحة الأطفال تعتبر غير معروفة للمجتمع السوداني حيث تم إنشاء مجلس جراحة الأطفال قبل عشر سنوات.

أو قيام عدد (10) مراكز بين تدريبية وعلاجية واتجاه المجلس لتدريب النواب وإجراء العمليات وقيام الدورات التدريبية والمؤتمرات التي تعتبر واحدة من اهتمامات المجلس

خاصة في تخصصات الأطفال حديثي الولادة وغيرها من الدورات التدريبية الحديثة، كما درج المجلس على قيام دورة المسالك البولية للأطفال بمستشفي ود مدني وقيام أحدث دورة في مستشفى نيالا تتعلق أيضاً بالمسالك البولية للأطفال

موضحاً أن جائحة كورونا أعاقت المشاركات في المؤتمرات الخارجية والتي تم عوضاً عنها قيام عدد من القوافل للولاية الشمالية وشمال كردفان وغرب كردفان وإجراء أكثر من 100 عملية جراحية للأطفال التي كللت بالنجاح في الولايات الثلاث..


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب