الله يا حي ياقيوم.. حلقات الذكر.. ركن الأطفال يجذب الصغار..

 

الخرطوم – أبو الكنزة

قد تكون الألحان الجميلة، وربما تلك الاهتزازات المتناغمة هي التي تجذب الصغار للانضمام لحلقات الذكر والمديح، وبات مشاركة الصبية أمراً طبيعياً حتى كاد يكون لهم ركن للأطفال مثلما يحدث في الملاعب، الحدائق والمنتجعات التي تتيح لهذه المجموعات الواعدة خصوصية..

 

وبدأ لافتاً مشاركة الأطفال في حلقات الذكر ولياليه المليئة بالروحانيات، وهو مؤشر واضح عن ارتفاع درجة الوعي وتمدد هذه الطقوس داخل المدن والأرياف في ولايات السودان المختلفة، ففي السابق كان الارتباط بهذه الأمر كان ضعيفاً، ومن النادر مشاهدة هؤلاء الصغار داخل حلقات الذكر حتى في تلك المناسبات الدينية السنوية على رأسها “المولد النبوي” الذي يعد من أكبر المناسبات التي تتيح الفرصة للأطفال مشاهدة حلقات الذكر من الصفوف الخلفية دون أن يتجرأ أحدهم للدخول فيها، ولكن اليوم تبدل الحال وباتت حلقات الذكر تجذب الصغار أكثر من الكبار بدليل أن في كل حلقة تجد مجموعة منهم يشاركون الكبار في المديح والذكر وينشدون “الله ..يا حي .. يا قيوم..الله الله الله” ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما أصبح بعضهم يجيد الضربة على النوبة والطار ..

 

وبحكم طبيعة حياتهم دائماً ما يقتفي الصبية آثار آبائهم، ويقلدون طريقتهم في الحياة فيذهبون معهم المسجد وكذلك حلقات الذكر رغم اختلاف طقوسها وطريقة الذكر، ويقول الشيخ فيصل : إن ذهاب الأطفال إلى حلقات الذكر أمر جيد للغاية، لأنه يؤكد عظمة دورها، ومكانها الذي صار جاذباً لهذه الشريحة المهمة التي يجب أن تتعلم كل شيء مرتبط بالدين والعقيدة، ويضيف “فيصل” : كثيراً من الأطفال يصرون على آبائهم اصطحابهم إلى حلقات الذكر حتى لو كانت في وقت متأخر من اليوم، كما أن انتشار حلقات الذكر داخل الأحياء والمناطق السكنية أسهم في استقطابهم، ويجد الأطفال في هذه الحلقات هوى في أنفسهم لعدة أسباب على رأسها طريقة الذكر والألحان الدينية العميقة وتفاعل الناس معها وترديد الكلمات في شكل ، بالإضافة لألوان الأزياء الأخضر، الأحمر، الأصفر والأبيض ..

 

ويقول : “ابو تجاني” أحد الذين يشاركون في هذه الحلقات وله دور فعال : إن الأجواء التي تخلقها حلقات الذكر تثير دهشة الصغار، وتلفت أنظارهم خاصة عندما يقف الناس في شكل حلقة دائرية كبيرة يمدحون و يذكرون بصوت واحد متناغم، وأكثر ما يجذبهم أولئك الذين يسكرون بالنشوة لا سيما” بل أصبح مدمناً ومواظباً عليها لدرجة أنه في كثير من الأحيان يغالبه النعاس فينام قبل انتهاء عملية الذكر..

إن متابعة حلقات الذكر يتيح الفرصة للأطفال التنشئة في بيئة دينية سليمة واكتساب سلوك قويم قبل التعرف على تفاصيل حياتهم المقبلة التي تحتاج لطاقة روحانية زاداً يجنبهم سلك الدروب الملتوية..


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب