ياسر سليم
يشتكي البعض من إزعاج وتشويش الأطفال على المصلين أثناء صلاة التراويح، البعض يزجرهم بعنف والآخر ينتقد بقوة من يصطحبون أطفالهم وهناك من يطردهم بحجة الإزعاج!
يقول الله تعالى في سورة الأحزاب: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) صدق الله العظيم.. أي لقد كان لكم في أقواله وأفعاله قدوة حسنة تتأسون بها. ياااخ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يحمل طفلة وهي أمامة بنت أبي العاص، فكان يحملها في صلاته ويضعها إذا ما جلس ويحملها إذا ما قام.
كان في غنى أن يفعل ذلك، منعاً من التشويش والإزعاج، كان يمكن أن يمنع دخول الأطفال أو الأمهات مع أطفالهن أو يدفعها إلى إحدى النساء تحملها حتى يصلي!
نعم قد يزعجنا أحد الأطفال بالبكاء وفي صلاة التراويح قد يميل الإمام الى الإطالة، فما هو الحل!! الحل هو كما فعل قدوتنا عليه الصلاة والسلام، إذ قال: “إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه” (رواه البخاري ومسلم). قال أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة أو بالسورة القصيرة.. رواه مسلم. ليه وكان بكل سهولة ممكن يأمر بطرد الأطفال منعاً للإزعاج! لكن كان يرى أن الأطفال أولاً ويجب مراعاتهم حتى في الصلاة.
ياااخ شوف المنظر ده: في صلاة الفرض، طفل على ظهره ! فماذا فعل؟ أطال السجدة ولم يرفع منها حتى خاف الصحابة أن يكون قد أصابه مكروه، ماذا قال لهم (فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته) يعني خليتو ياخد راااحتو بعد داك رفعت من السجود!!!
أخرج أحمد في المسند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جوَّز ذات يوم في صلاة الفجر، فقيل: يا رسول الله، لم جوزت؟ قال سمعت بكاء صبي، فظننت أن أمه معنا تصلي، فأردت أن أُفرغ له أمه. هذا الصبي الذي بكى في الصلاة، أكيد شوش على المصلين ببكائه، وقطع خشوعهم، ما قال ليهم ما تجيبوا أطفالكم أو زجرهم! يااخ كان عليه الصلاة والسلام يخطب في صلاة الجمعة، لما رأى الحسن والحسين رضي الله عنهما، نزل من المنبر فأخذهما فصعد بهما المنبر، يعني بيخطب في صلاة الجمعة وشايل طفلين.
كانوا يقدمون الأطفال في صلاة التروايح. ذكر الرحالة شمس الدين المقدسي من أن أهل شيراز يصلون التراويح ويقدّمون فيها الصبيان وكما ذكر ابن الجوزي في اختيار أحد سلاطين ببغداد لثلاثة أطفال دون (الحسين بن الرَّفَّاء وأبي عبد الله بن الزجاجي وأبي عبد الله بن البهلول) ليكونوا أئمة رسميين لصلاة التراويح، وكانوا يتناوبون في الصلاة وكذلك نجد في ‘رحلة ابن جبير‘ معلومات وافرة عن إمامة الصبيان في التراويح بالحرم المكي وكما أن الإمام ابن حجر نفسه أمَّ الناس في التراويح بالحرم المكي وعمره اثنتا عشرة سنة. يقول الشيخ العثيمين إن صلاة البالغ خلف الصبي صحيحة ودليل ذلك ما ثبت في صحيح “البخاري” أن عمرو بن سلمة الجَرْمي أمّ قومه وله ست أو سبع سنين.
وختاماً: فلنجعل الأولوية في كل الأشياء للأطفال وليكن لنا من الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام قدوة حسنة.. ولنجعل شعارنا:
الأطفال أولاً!.
ورمضان كريم