التكامل السوداني المصري لخدمة الأمن الغذائي العربي

د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
التخطيط للأمن الغذائي العربي كان أحد المحاور الرئيسة للجامعة العربية منذ تأسيسها في خمسينيات القرن الماضي، غير أن مفهوم هذا الأمن حدث فيه تغيير هائل مؤخراً بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتي نجم عنها انقطاع سلاسل الإمداد في عدد من الحبوب الغذائية الرئيسة، فضلاً عن التغيرات المناخية الحادة، وجائحة كورونا. لقد أضحى القرب الجغرافي وضمان الوصول للسلع المستهدفة أهم من القدرة المادية على شراء هذه السلع من أي مكان في العالم.
يعتقد أن التكامل ما بين الموارد السودانية، والقدرات المصرية، يشكل ركيزة أساسية لمفهوم الأمن الغذائي العربي، دون استبعاد مساهمات الدول العربية الأخرى.
تتمثل الموارد المتاحة في السودان في: الأراضي الزراعية، الثروة الحيوانية، الغابات والمراعي الطبيعية، المياه، موارد الطاقة المتجددة، العنصر البشري.
بينما تتمثل الموارد المصرية في: التقانات الزراعية وقدرات البحث العلمي المتطورة، التصنيع الزراعي، توفر الطاقة من مختلف المصادر بما فيها الطاقة النووية، العنصر البشري، النقل والطرق والاتصالات، القدرة على حشد التمويل.
إن المشروعات الجاهزة التي يمكن توظيفها في استراتيجية الأمن الغذائي العربي يمكن أن تشمل: مشروع دلتا طوكر الزراعي الذي يقع على بعد 145 كيلو جنوب ميناء بورتسودان. وتتوسطه مدينة طوكر، والمشروع يمتد من ساحل البحر الأحمر إلى مسافة 40 كيلو متر جنوباً.
ويعتبر المشروع الذي أنشئ أصلاً لزراعة القطن كمحصول مهم للصادر والذرة الرفيعة كغذاء لسكان المنطقة واحد من أهم المشاريع الزراعية بشرق السودان لزراعة القطن، الذرة والخضروات بكافة أنواعها، إضافة لزراعة زهرة الشمس وبعض التوابل والنباتات الطبية والعطرية. وتعتبر الأراضي الرسوبية المتجددة سنوياً بفيضان خور بركة أحد أخصب أنواع الأراضي بأفريقيا والشرق الأوسط.
من ناحية أخرى توفر مشاريع الإعاشة بالنيلين الأزرق والأبيض مساحة لا تقل عن 700 ألف فدان لزراعة الذرة الشامية والذرة الرفيعة بمتوسط إنتاجية تقل قليلاً عن الطن/ فدان، وهناك بدايات واعدة لإنتاج الأرز في مشاريع النيل الأبيض بمتوسط إنتاجية 2 طن للفدان.
أما الأراضي بالتروس العليا في ولايتي الشمالية ونهر النيل فهي تحقق أعلى معدلات الإنتاج في القمح حيث يبلغ متوسط إنتاج الفدان 1 – 1,5 طن للفدان، في حين يمكن تحقيق نفس المعدل في مشاريع الجزيرة وحلفا الجديدة بتكثيف وتجويد الحزمة التقنية، وتوفر هذه المشاريع مساحة لا تقل عن مليون ونصف فدان لزراعة هذا المحصول. فيما تحقق سهول السودان الوسطى بيئات ممتازة لإنتاج محاصيل الزيت من فول سوداني وزهرة الشمس والسمسم والذرة الشامية.
هذه هي المشروعات الجاهزة التي لا تحتاج لصرف عالٍ في بنياتها التحتية لأنها شبه جاهزة. في حين توجد ملايين الأفدنة الأخرى في وادي الهواد، ومشروع الهشابة، ومشروع جبل مرة، ومشاريع مؤسسة جبال النوبة الزراعية، تحتاج لاستثمارات في البنيات التحتية. والله الموفق.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب