ضل الغيمة الظفر ما بطلع من اللحم

كتب / الفاتح بهلول

الكثير من الأمثال الشعبية نجد أنها تخاطب واقعنا السوداني و المثل الذي إخترته عنوانآ لمقالي هذا يجسد تلك الحالة التي شهدتها بأم عيني من خلال لقاء المنتخبين السودانيين الذي إستضافته مدينة جوبا الرائعة و حفلت معاه سمائها لحظة ان ظللتها بغيوم المحبة و الخوة الصادقين حيث وهذا هو السر الذي من ورائه ظلت ابوابها مشرعة لأي طارق من ابناء الماما افريكا ، اليوم حفلت جوبا بكافة الالحان و الايقاعات الافريقية كي تقول انها ملاذآ أمنآ لابناء الماما ، اليوم اكدت جوبا على انها كمقرن النيلين حينما التقى النهران شكلا رحلة خلود ابد الدهر لا فرق بين الأبيض و الأزرق فكلاهما مثلا النهر .. اليوم تأكد لي ان جوبا هي الإنسان …
إن اللقاء الكروي الذي جمع بين المنتخبين السودانين قد جسد كافة امثالنا قولآ و فعلآ ولعل لقاء ابناء صديقنا منقو و صديق ابراهيم قد حطم كافة التوقعات و التكهنات التي ظنها الكثيرين بأن يصير الدم مية كما يقول الأشقاء المصريين ، الحق يا سادة دم السودانين هو ذات الدم الذي تغنى لأجله عميد الأغنية السودانية حينما شدى متغنيآ
انا إبن الشمال
سلمتو قلبي ..
على إبن الجنوب
ضميت ضلوعي
للأمانة و التاريخ جوبا ادهشت العالم وهي تهتف كلنا سوااا و ليأتي الرد من الجانب الاخر بهتاف شق عنان سماء المدينة و هي تتلبد بالغيوم شكرآ شكرآ South sudan ولحظة ان إلتقى الهتافان فإذا بالجماهير جميعها تحي المنتخب السوداني و هي تلوح بعلمي البلدين ليتحول لحظتئذ الملعب إلى لوحة زاهية الألوان احد ملامحها إصطفاف لاعبي الفريقين وهم يحيون جماهير المنتخبين الأمر الذي بموجبه اكد رئيس الإتحاد السيد إستفين مادوت ان كافة مباريات المنتخب السوداني المقبلة يجب أن تقام في استاد جوبا الذي إحتضن حدث ليس رياضي و حسب بل كان ثقافي و إجتماعي من الطراز الفريد على حد وصف سفير سفارة السودان بجوبا السيد جمال مالك و الذي بدوره لعب دور معنوي كبير من خلال تواجده الدائم خلال التمارين حتى خرج اللقاء بهذه الصورة الطيبة ، ومن هنا على الإتحاد السوداني بأن يرد الفضل بمثله وهو إختيار هذا الملعب الأنيق كملعبآ له ووسط جمهوره هذا الجمهور الذي سهر حتى الصباح محتفيآ بهذا اللقاء وهذه النتيجة إنها جوبا يا سادة .. فهي تلك المدينة التي رقصت طربآ مع المغني العالمي إمانويل كيمي يوم العرس الكروي السوداني و هي التي عشقها حد الجنون الفنان الراحل محمود عبد العزيز وهي ذات المدينة التي سلبت فؤاد النور الجيلاني وتغنى لها بفيفيان و يا مسافر جوبا فهل يا ترى سينقطع سفرنا إلى جوبا ؟ ما اظن …
تحياتي / ضل الغيمة


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب