المشهد الثقافي صفحة اسبوعية اعداد محمد اسماعيل

العرض السودانى ( فئران السلطان ) يفوز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان أيام القاهرة الدولى
الخرطوم: القاهرة: اليوم التالى
شهد مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودارما فى نسخته الخامسة والمهداة لاسم النجم خالد صالح، والذى يرأسه ومؤسسه د. أسامة رؤوف إقبالاً جماهيرياً كبيراً فى مركز الهناجر على العرضين الألماني، والسودانى (فئران السلطان) وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة العرض من تمثيل الورشة المستمرة لتطوير فنون العرض، تأليف عبدالله صوصل، وإخراج زهير عبد الكريم، وهو ينتمي لعرض مسرح الشارع قدم مابين مسرح ساحة الهناجر ومسرح الهناجر، وكان الجمهور يجلس فى دائرة حول مونودراما (فئران السلطان) والعرض يدور حول الملوك والأمراء والمجتمع والسلطة.


الدورة لـ 41 من (الشارقة الدولي للكتاب) تنطلق 2 نوفمبر المقبل تحت شعار
(كلمة للعالم)
الخرطوم : اليوم التالي
تنطلق فعاليات الدورة الـ 41 من “معرض الشارقة الدولي للكتاب” هذا العام في الثاني من نوفمبر المقبل وتستمر على مدار 12 يوماً حتى الـ 13 من نوفمبر، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار “كلمة للعالم” مجددةً بذلك رسالة المعرض في تقديم المشروع الثقافي لإمارة الشارقة، وتعزيز وعي المجتمعات بقوة، وأثر الكلمة المقروءة في صناعة المستقبل.
ويوجه المعرض بدورته الجديدة، التي تحتفي بإيطاليا ضيف شرف، رسالةً إلى كل سكّان العالم، يدعوهم فيها إلى الإيمان بالكلمة كسبيل للتواصل والحوار الإنساني القائم على القيم النبيلة، إذ يحوّل استضافته لكبار الكتاب العرب والأجانب، وتنظيمه لمئات الفعاليات، إلى تجسيد حيّ لما يمكن أن تحققه الكلمة على مستوى تقدير واحترام التنوع الثقافي العالمي.
وقال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: “نجدد في الدورة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الالتزام بالرؤية الحكيمة التي وضعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والرامية إلى بناء مجتمعات تعرف جيداً قيمة الكتاب وأثر المعرفة في بناء نهضة بلدانها، وتؤكد دور الكتّاب والمبدعين والمفكرين في ترسيخ مساهمة الثقافة في بناء الحضارات، وإحداث أثر ملموس في مسيرة الوعي البشري”.
وأضاف العامري: “إن معرض الشارقة الدولي للكتاب يمثل تعبيراً حياً عن الخطاب الحضاري الذي تبنته إمارة الشارقة منذ أكثر من 50 عاماً، لتقدم للعالم واحداً من أنجح المشاريع النهضوية الرائدة في المنطقة والعالم، بدورها أكدت خولة المجيني، منسق عام معرض الشارقة الدولي للكتاب، أن المعرض اختار هذا العام شعار (كلمة للعالم) ليجسد المعنى الحقيقي والجوهري لعلاقة الكلمة بكل شيء في الحياة، وقالت: “أردنا أن نقول إن الكلمة لم تكتب يوماً لتحفظ في الكتب ونقرأها من أرفف المكتبات وحسب، وإنما هي محور ومركز أي فعل جمالي أو إبداعي أو معرفي، فنوجه من خلال المعرض كلمة للموسيقى، وللعمارة، والعلوم، وحتى الاقتصاد وكل فعل حضاري إنساني يروي تاريخ البشر وسيرة منجزاتهم.
وتصدر معرض الشارقة الدولي للكتاب” بدورته الـ 40 معارض الكتب العالمية كافةً بإعلانه “المعرض الأكبر في العالم” على مستوى بيع وشراء حقوق النشر للعام 2021، مسجلاً بذلك تاريخاً جديداً للثقافة الإماراتية والعربية، وسوق صناعة الكتاب.


ختتام دورة العروض لشعراء القارة السمراء ودول آسيا بالخرطوم
الخرطوم :اليوم التالى
وسط أجواء مفعمة بالابتهاج والاحتفاء بختام درس أدبي يعنى بالفنون الملازمة للشعر وإبداعات المتصلة بعلوم الأدب، شهدت أروقة كلية الإعلام بجامعة إفريقيا العالمية، حفلاً بهيجاً في ختام دورة علم العروض المكثفة، التي نظمها بيت الشعر الخرطوم بالتعاون مع كلية اللغة العربية بالجامعة، بحضور عمداء الكليات والأساتذة والطلاب، حيث شرف ختام الدورة عميد كلية اللغة العربية د. عطية محمد عطية ومدير بيت الشعر الدكتور الصديق عمر الصديق وعدد من العلماء وأهل الإعلام، ضمت الدورة مشاركة 53 دارساً ودارسة ممثلين لأكثر من 11 دولة إفريقية.
في مستهل فعالية الاحتفاء رحب د. عطية محمد عطية عميد كلية اللغة العربية بجامعة إفريقيا العالمية بأسرة بيت الشعر الخرطوم وضيوف حفل ختام الدورة، مقدماً شكره للبيت على تنظيم الدورة التدريبية لشعراء القارة السمراء، واصفاً الدكتور سعد العاقب بالساحر في أسلوب التدريس خلال أيام الدورة، الدكتور سعد عبد القادر العاقب قال في كلمته: لقد وجدت هؤلاء الفتية الدارسين يعرفون فن العروض وينظمون القصائد على بحور الخليل قبل أن يدرسوا العروض خلال الدورة، فقط ما هو ملاحظ أنهم لا ينظمون شعر التفعيلة ولكنه يحمد أنهم سينتجهون ذلك بعد تلقي الدورة،
هذا وقد قرأ في حفل ختام الدورة مجموعة من الشعراء الدارسين.
د. الصديق عمر الصديق أكد استعداد بيت الشعر في تنظيم دورات مختلفة لشعراء الجامعة من إفريقيا وآسيا والوطن العربي، وفي حفل ختام الدورة سلم مدير بيت الشعر ونائبته ومدرس الدورة وعميد كلية اللغة العربية بالجامعة، سلموا الشهادات للدارسين، كما كرم الطلاب المدرس د. سعد العاقب وبيت الشعر الخرطوم بشهادات تكريمية عرفاناً لما قاموا به خلال أسبوع.


الروائية بثينة خضر مكي:
الرواية صارت ديوان العرب بما فيها من توثيق للتاريخ الاجتماعي والمتغيرات الإنسانية:
الأدب لا يجعلها تصور المكان من الخارج فقط، لكنها تصوره بنبضه، فيصير كائناً يتحرك ويتنفس مع شخصياته. لها خمس مجموعات قصصية وثلاث روايات والعديد من الكتب في الترجمة. تُرجمت بعض أعمالها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
بثينة خضر مكي قاصة وروائية تعايش الواقع معايشة كاملة وتمتزج به بمشاعرها، حتى يصير جزءاً منها:
أجراه المحرر الثقافى ..
يقول ماركيز : أنا أكتبُ حتى يحبني الناس وأكسب من الأصدقاء، لماذا تكتبين؟
أكتب لإثبات ذاتي، لأبوح بمكامن مشاعري وأوجاعي وأفكاري بانطلاق وحرية فكرية، قد لا أتمكن منها في حديثي شفاهة أو قولاً أجاهر به أمام الآخرين، وفي الكتابة شجاعة يتلبسها الجبن والحياة. في الكتابة أفق لروابط إنسانية تمتد في آفاق فكرية رحبة ومختلفة.
في روايتك (حجول من شوك) عالجتِ فيها مشكلة الهوية السودانية، دعينا نسأل؛ هل يمكن للأدب أن يقوم بتوحيد تلك الهوية؟
بكل تأكيد.. إن دور الأدب بالمفاهيم الفكرية والثقافية، يعد من أقوى وأخطر مكونات الهوية الوطنية في كل مجتمع، ولقد برز دور الأدب في مناهضة الاستعمار، ولكنه تركز بعد الاستقلال في تطوير الشخصية السودانية وتأكيد الهوية الوطنية، وللكلمة المكتوبة دور قوي في تثبيت المؤثرات والمتغيرات الفكرية.
أين يتقاطع السياسي والثقافي في عوالمك الروائية والقصصية؟
– دائماً يتقاطع السياسي والثقافي مع الواقع الاجتماعي في كتاباتي، وفي رواية (أغنية النار) تطرقت لموضوع الخدمة الإلزامية، والقوانين المقيدة لسفر المرأة للخارج في وظيفة، أو عمل، وفي (صهيل النهر) تعرضت للحالات الاجتماعية في طقوس الولادة، والزواج، والعلاج الشعبي ومشكلة المرأة التي لم تنجب أو الزوجة الثانية ومشاعر الأولى حين الزواج عليها، أيضاً كانت رجاء بطلة الرواية امرأة كاتبة مثقفة واثقة من وجودها في الإطار الاجتماعي والثقافي، لكن رغم ذلك تأثرت كثيراً بالأحكام الاجتماعية الجائرة.

في رواية (حجول من شوك) برزت فكرة الهوية السودانية من خلال شخصيات الرواية وصراعها حين اختلاطها بمجتمعات مختلفة ومغايرة، وبرز الاختلاف في محاولات إثبات الذات السودانية وسط تلك المجتمعات. وجاء هذا واضحاً في شخصيات رواية (حجول من شوك).
أيضاً في روايتك (صهيل النهر)، كُنتِ مهتمة بفكرة الاغتراب بالنسبة للمرأة السودانية، الآن هناك متغير اجتماعي بالنسبة للمرأة السودانية، ما رأيك؟
في مشروعي الإبداعي للكتابة اخترت الهجرة والاغتراب بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات على الشخصية السودانية كذات مقهورة سياسيّاً، أو مادياً، أو اجتماعياً. وكان تركيزي أكثر على المرأة المهاجرة، وبرز هذا بصورة واضحة في (صهيل النهر)، عبر شخصية (رجاء) بطلة الرواية المهاجرة إلى أوروبا ومدى الارتباك الفكري والحضاري الذي عايشته نتيجة لاختلاطها بمجتمعات مختلفة عن تلك التي عاشت فيها من قبل، وأيضاً المتغيرات الاجتماعية التي حدثت للمرأة السودانية عبر التغير الاجتماعي والتاريخي في البيئة والمجتمع، حين كانت المرأة السودانية تمنع من السفر ومفارقة أهلها ومجتمعها الصغير المحدود سواء في الأسرة أو القرية، ولكن بعد التطور الاجتماعي الهائل انتزعت حقَّ السفر والعمل والدراسة داخل وخارج السودان، مما يدخلها أحياناً في كثير من الإشكاليات وصدام الحضارات. كما حدث لبطلات (صهيل النهر) القادمات من مدن وقرى نيلية صغيرة في مجتمع مدينة جنيف في سويسرا.
من الملاحظ أن الشعر يطغى على كتابة الرواية، لأن عدد النساء السودانيات الشاعرات أكثر من اللائي يكتبن الرواية؟
ليس في المجتمع السوداني فقط، إنما في كل العالم العربي يكون الشعر طاغياً وردوده الاجتماعية أسرع، بمعنى أن الشاعر يجد التشجيع والتصفيق والإعجاب فور الفراغ من إلقاء قصيدته، وأحياناً أثناء قراءته لها. والشعر هو ديوان العرب كما ثبت في عقولنا منذ الصغر، ولكن المردود الاجتماعي لقيم السرد في القصة والرواية تحديداً تحتاج وقتاً طويلاً، وقراءة رواية ما، ثُمَّ استيعابها في الذاكرة وتقييمها كمنتوج إبداعي مدهش لا تتم سريعاً. ولكن الرواية الآن أخذت موقعها من التقدير والاحترام، وصارت هي ديوان العرب الحقيقي بما فيها من توثيق التاريخ الاجتماعي والمتغيرات الإنسانية.

بعد آخر
محمد اسماعيل
أطياف هنري ولكم ..
يملك الروائي والقاص السوداني مهند الدابي نسيجاً سردياً يوجه نحو مشروع روائي سيكون إضافة لمسيرة الرواية السودانية في أفكاره ورؤاه ولغته وطرائق سرده، وقد تكشف ذلك في روايتيه الأولى (سحر الضفاف) والثانية التي صدرت أخيراً عن دار فضاءات (أطياف هنري ولكم ) تحكى سيرة متخيلة لامبراطور الصناعات الدوائية هنري سولمون ولكم عندما كان قاتلاً فى صفوف سلاح الفرسان الأمريكى الذي سعى وراء قتل الهنود الحمر .استطاع مهند الدابى عبر راوٍ متقمص للشخصيات أن يروي حكاياته بالدسائس والحيل الفيكتورية.
تحكي الرواية عن السير البريطاني (هنري سولومون ولكم) في سراياه الضخمة، في منطقة غرب مدينة سنار جنوب الخرطوم، تسمى (جبل مويا) حيث تقبع السرايا المبنية من الكتل الصخرية الكبيرة، وهي سرايا ظلت مهابة من جانب السكان المحليين، ونشرت حولها الكثير من الأساطير، وقد اعتبر هنري ولكم رجلاً صالحاً عند السكان هنالك.
الرواية تستند على أحداث حقيقية و شائكة بما تحويه من أحداث تسلتهم تاريخ السودان زمن الاستعمار البريطانى ، حيث تنقل هنرى من امريكا الى الهند فالسودان، لعمل أبحاث الدواء وتجربته فى إنسان المستعمرات ، هنرى ولكم شخصية فى الرواية مهووس بالطب والسحر والخوارق، وأيضاً شخصية غامضة لايعرف عنها السودان عدا أنه مصدر للنباتات العطرية، ثم يتعرض المؤلف الى تاريخ بناء مدرسة غردون التذكارية ويصف لنا كيف هنرى ولكم مول بناءها، وأن أهم منشأة مختبرية أقامها (معمل استاك) تنفيذاً لمشروع كبير لأبحاث الأمراض.
ثم يتواصل الهوس مع تواطؤ الإداريين الحكوميين في السودان وبريطانيا إلى أن يصل هنري ولكم للتنقيب عن الآثار في منطقة جبل مويا الآثرية، بل والتجارب القاسية التي أُجريت على الأطفال هناك، وكشف السرد الروائى عن الرجل الذي استخدم الأطفال فى السودان كفئران للتجارب وفضحت عدد جنرالات الحرب البريطانية في السودان خلال مرحلة الاستعمار.
اتسمت الرواية باتساق وانتظام فى مسارات السرد . وعمل المؤلف فى رصد وتسجيل الأحداث التاريخية بتواريخها الحقيقية وتسلسلها المكاني والزماني، ولفت مهند إلى أن الرواية تكشف كيف وقعت الأمة العربية فى المصيدة قبل قرن كامل، وتطرح ( أطياف هنرى ولكم ) السؤال الذى يخشى الجميع الإجابة عليه وتفتح النار على جبهات مختلفة، وتتهم التقدم العلمى والسياسى والطبى والصناعي باستغلال العالم الفقير . هذه الرواية أستغرقت من المؤلف حوالى خمس سنوات فى كتابة مرهقة متواصلة، افتضحت فظائع الاستعمار الخفية وحقيقة مافعله هنرى فى أطفال جبل مويا ضحايا تجارته البشرية وهى أكثر بشاعة فى تفاصيل الرواية. نحن أمام حدث روائي فريد، وحالة مميزة من الحكي، تطل على سحر التاريخ والمكان وتفتح نافذة على المجهول وغير المتداول من تاريخ السودان.
ويقول عنها مهند الدابى : ليست رواية سيرة أو عمل تاريخي، بل هي رواية بالمعنى الحرفي للرواية.