السودان ـ اليوم التالي
تشير التطورات الأخيرة إلى وجود انقسامات داخل تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، حيث انقسمت إلى مجموعتين بسبب الخلافات المتعلقة بتشكيل حكومة موازية للحكومة العسكرية القائمة. هذه الانقسامات تعكس التوترات المتزايدة بين الأعضاء حول كيفية التعامل مع الوضع السياسي الراهن، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التنسيقية وقدرتها على التوحد في مواجهة التحديات.
في بيان رسمي، أكد المتحدث باسم التنسيقية، بكر الجاك، على ضرورة الانفصال عن الكيانات والأفراد الذين يسعون لتشكيل حكومة موازية، مشدداً على أن الموقف الرسمي للتنسيقية هو ضد فكرة حكومة المنفى. هذا التصريح يعكس قلقاً من أن تشكيل حكومة موازية قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات ويعقد جهود التنسيق بين القوى المدنية.
من جهة أخرى، جاء رد نائب رئيس التنسيقية، الهادي إدريس يحيى، ليؤكد أن تصريحات الجاك لا تعكس الرأي الرسمي للتنسيقية، مشيراً إلى عدم التوصل إلى اتفاق حول هذا الموضوع ضمن الأطر التنظيمية المعروفة. وأوضح الجاك أن اقتراح تشكيل الحكومة تم طرحه من قبل مجموعة داخل الهيئة القيادية خلال اجتماع عُقد في 6 ديسمبر الماضي، إلا أنه لم يتم التوصل إلى توافق بشأنه، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار داخل التنسيقية.
كما أكد إحالة قضية منازعة الشرعية وقضايا أخرى إلى الآلية السياسية التي عقدت عدة اجتماعات وأصدرت توصيات أُحيلت إلى الأمانة العامة والهيئة القيادية للتنسيقية.
وأضاف أن “الآلية السياسية” اتفقت في آخر اجتماع لها على فصل الكيانات والأفراد الذين يصرون على تشكيل الحكومة، عن الكيانات والأفراد الذين يتمسكون بعدم تشكيل أي حكومة بشكل منفرد أو بالتعاون مع أي طرف من أطراف النزاع.
كما أعلن عن تشكيل لجنة للوصول إلى صيغة لفك الارتباط تعزز المتفق عليه بين الطرفين، بحيث يعمل كل منهما بشكل مستقل سياسياً وتنظيمياً عن الآخر.
وعبر عن أن تنسيقية “تقدم” ستظل غير منحازة لأي طرف من أطراف النزاع، ولا تعترف بشرعية السلطة القائمة في بورتسودان أو أي سلطة أخرى.
بدوره، قال نائب رئيس التنسيقية الهادي ادريس يحيى إن التنسيقية لم تتخذ بعد أي قرار بشأن تشكيل الحكومة، وأن الموضوع لا يزال قيد النقاش بين جميع الأطراف.
وأوضح أن أي تصريحات متسرعة تصدر خارج السياق التنظيمي تُعتبر محاولات غير مسؤولة لفرض أجندات معينة، ولا تعكس الإرادة الجماعية للتحالف.
وأضاف أن “التصريح المتعجل من بكري الجاك هو محاولة لخلق انقسام داخل التنسيقية، وهو أمر نرفضه بشدة”، وفق قوله وفقا لمصادر دارفور 24.
وتابع، “تحالف تقدم نشأ على أسس التوافق السياسي بين مؤسسيه، وهم فقط من يملكون حق تقرير مصيره. لا يمكن لأي طرف منفرد أن يقرر مصير التنسيقية أو يصدر قرارات حاسمة دون توافق الجميع. نرفض أي محاولات لفرض أمر واقع دون العودة إلى جميع الشركاء”