ردود أفعال زيارة إيلا في أوساط قوى التغيير

الخرطوم :حنان عيسى

أثارت زيارة رئيس وزراء نظام الرئيس المعزول محمد طاهر إيلا لمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر وحديثه “جئنا دعاة سلام وصُلح ودعماً لاستقرار الولاية” ردود أفعال غاضبة في الأوساط السياسية والاجتماعية بالبلاد.

وقال سياسيُّون إن الزيارة جزء من نتائج الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر الذي هدف لايقاف عملية التحوُّل الديمقراطي وعودة أركان النظام المخلوع إلى الواجهة بدعم من العسكريين.

وأكد القيادي بقوى الحرية والتغيير دكتور عبد الناصر علي الفكي أن مايتمّ جزء من ممارسات النظام الشمولي والفلول في محاولة لإضعاف القوى المدنية الديمقراطية.
وقطع باستحالة عودة إيلا إلى العمل السياسي.

وقال في تصريح لـ(اليوم التالي) ” طالما القوى الثورية هي مَن أسقطت نظام المخلوع قادرة على الاستمرار وعلي إنزال وتوطيد مفاهيم حرية وسلام وعدالة واستعادة الدولة المدنية الديمقراطية.

وأضاف ” نحن الآن في ظل عودة الفعل القبلي والإثني والحشود لمكوّنات مادون الدولة كمقابل للانتماء الموضوعي الاختياري والإرادي.

كما تباينت ردود أفعال روّاد مواقع التواصل الاجتماعي حيال الزيارة مابين مؤيّد يرى أن إيلا رجل تنمية وإعمار وواحد من أفضل وُلاة النظام البائد، ورافض اعتبرها انقلاباً على الموازين لأن الشباب في عهده كانوا يموتون وهو رئيس وزراء المخلوع “. بينما كتب مدوِّنون ” كوبر بس”.

وجاءت أبرز تعليقات المدوّنين “الكنا خايفين منو حصل حصل “ويرى آخر أن القضية “تلميع وتهئية إيلا حتى يكون رئيس مجلس وزراء كيزان وعسكر بلعبوا لي صالح بعض “.

ويُذكر أن إيلا كان نَشطاً حزبياً في حزب المؤتمر الوطني المحلول وكان يحظى بتأييد وثقة كبيرين من الرئيس المخلوع لذلك عيَّنه والياً لولاية البحر الأحمر عام 2005، ثم واليا لولاية الجزيرة عام 2015 . وقد عيّن رئيس وزراء السودان ‏ (23 فبراير 2019 – 13 مارس 2019.

واكد المحلل السياسي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة إفريقيا العالمية دكتور مهدي حسن دهب ان الاستقبال الحاشد لايلا
مؤشر لعودة رموز النظام البائد مرة اخرى بالظهور وسط الجماهير عبر استغلال الحاضنة القبلية ومحاولة للعودة لواجهة العمل السياسي مرة اخرى عبر الرافعة القبلية وهو مؤشر خطير، وأضاف أن الانقلابيين بدأوا في إعادة رموز التظام القديم والابتعاد أكثر عن الثورة وبيع دماء الشهداء .

وقال ل ” اليوم التالي ” في اعتقادي ان مظاهر الاحتفال الذي تم محاولة لاعادة الاصطفاف القبلي الذي يشهده شرق السودان واضافة مزيد من النيران على الوضع القبلي المحتقن في المنطقة.

واضاف ” الصورة التي تمت بها عملية الاستقبال ربما ترويج مقصود من المؤتمر الوطني بان رموزه مازالوا يتمتعون بشعبية في وسط الجماهير ولكن في واقع الامر هي حاضنة قبلية وليست سياسية.

ولم يستبعد دهب أن يتم ترشيح ايلا كشخصية إدارية باعتبار انه وجه غير صارخ في المؤتمر الوطني يثير القلاقل وبالتالي قد يستغلوه الانقلابيين من اجل تقديمه في الواجهة وربما هو نفسه لا يريد ان يترشح حاليا في ظل الاحتقان السياسي والوضع الراهن الغير مستقر ومجهول العواقب وعودته في هذا التوقيت محاولة لإعادة نفسه عبر الرافعة القبلية واستغلال حالة الاحتقان القبلي الموجود للظفر بمنصب رئيس الوزراء لاحقا اذا ما اجريت انتخابات في الفترة مابعد الانتقالية.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب