الأولمبياد الخاص و روزماري

كتابات
ياسر سليم

تنطلق في هذا الشهر الفعاليات الرياضية للأولمبياد الخاص السوداني، و ذلك تحت شعار (دعني أفوز فإن لم أستطع دعني أكون شجاعا) و كان هذا الشعار حلم السيدة يونيس كينيدي شقيقة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي من أجل شقيقتها الصغرى روزماري ذات الإعاقة الذهنية والتي تعد الملهمة لها لتأسيس الأولمبياد الخاص.
بدأت فكرة الأولمبياد الخاص العالمي من قبل السيدة يونيس كينيدي بعد معايشتها معاناة أختها روزماري، بدأت تفكر في أن تجعلها تمارس أي نشاط إنساني يسهل عليها حياتها ويفرغ طاقتها الكامنة، ويدخل الفرحة و السعادة إلى قلبها، فأقامت معسكراً رياضياً لمدة يوم واحد بحديقة منزلها للأطفال من ذوي الإعاقة لاستعراض مهاراتهم الرياضية والبدنية، و بعدها اكتشفت أن الحل في عالم الرياضة ومنها خرجت روزماري، لتصبح كياناً جديداً في المجتمع وعضواً فعالاً، وتحول الحلم إلى حقيقة . ثم قررت تغيير رؤية المجتمع لهذه الفئة، وأسست الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص 1968، ليصبح اليوم الحدث الإنساني والرياضي الأكبر من نوعه في العالم. أقيمت أول ألعاب للأولمبياد الخاص لذوي الإعاقة في ولاية شيكاغو في 1968 بمشاركة ألف لاعب و لاعبة من ذوي الإعاقة الذهنية يمثلون 26 ولاية أمريكية. أصبح اليوم يشارك في برنامج الأولمبياد الخاص الدولي حوالي ستة ملايين لاعب ولاعبة، يمثلون 178 دولة من مختلف أنحاء العالم.
تتمثل رؤية الأولمبياد الخاص في مساعدة الأفراد ذوي الإعاقة الذهنية في المشاركة كأفراد منتجين يحظون باحترام المجتمع كافة عن طريق منحهم فرصة عادلة لتطوير و إثبات مهاراتهم و مواهبهم، و إظهارها من خلال التدريب الرياضي و المنافسة وزيادة الوعي العام بقدراتهم و احتياجاتهم، و هذا بجانب إظهار ما يتمتعون به من شجاعة و اكتساب الشعور بالسعادة، و مشاركة الآخرين في الاحتفاء بما يتميزون به من مواهب و مهارات و تكوين الصداقات مع أسرهم و لاعبي الأولمبياد الخاص الآخرين و جميع أفراد المجتمع. يعتبر الأولمبياد الخاص حركة عالمية تسعى لبناء عالم متضامن؛ حتى يعم الاحترام والتقدير للجميع، دون النظر لاختلاف قدراتهم، ومن خلال المشاركة في الأولمبياد الخاص، يمكن للذين يعانون من الإعاقة الذهنية تعزيز المهارات الحركية، واحترام الذات، والثقة بالنفس، وتطوير الصداقات والدعم من أفراد الأسر و المجتمع ليكونوا أكثر حميمية مع ذوي الإعاقة الذهنية، هذا بجانب أن الأولمبياد يمكن الجميع من رؤية همة و فعالية الأطفال و الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.
الجدير بالذكر أنه سوف تقام دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في 2023 في ألمانيا بمشاركة 170 ألف من الرياضيين من ذوي الإعاقة من مختلف دول العالم. التحية للبروفسير رقية سيد الطيب؛ رئيس اللجنة و الدكتور ياسر موسى المدير التنفيذي للأولمبياد الخاص السوداني، و للأستاذة سلافة صديق، مدير إدارة الرياضة بالأولمبياد الخاص السوداني، و كل من وراء هذا العمل العظيم لإسعاد و دمج أطفالنا ذوي الإعاقة الذهنية، و الذين يجب أن تكون الأولوية لهم في كل الأمور و هم أكثر فئة تتأثر بكل الظروف و خاصة الاقتصادية، و نتمنى من الجميع الوقوف بجانب أطفالنا ذوي الإعاقة الذهنية.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب